يبدو ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان استعجل في الخطوات التي اتخذها ضد كندا، مثل تعليق العلاقات الدبلوماسية، وطرد السفير الكندي ووقف الرحلات السعوديّة المباشرة، والغاء المنح الدراسية لنحو ١٥ الف طالب سعودي في الجامعات الكنديّة وغيرها من الخطوات، الّتي كانت بإشراف مركز أبحاث بناء على طلب احد الاجهزة الاستخبارية.

ورأت مصادر دبلوماسية ان التغريدات الكنديّة أغضبت ولي العهد، الملك الفعلي للسعوديّة، الذي يبلغ من العمر هذا الشهر الثالثة والثلاثين، ويتعرّض لانتقادات في الصحف الأجنبية من قبل سعوديين ويقولون "بالنسبة الى العديد من المراقبين، ولاسيما في الغرب تعتبر هذه الحادثة دليلا على ان بن سلمان الذي يقول انه يضطلع بدوره، هو بالأحرى مندفع وهذا امر مفهوم".

ويشرح هؤلاء ان سياق فهم ردّ فعل وليّ العهد هو القلق على مكانة واعتبار شخصه وبلاده، وهو ما يسمونه العلماء المسلمون الكلاسيكيون "الهيبة" ولعل هذا صحيح.

وتعتقد المصادر ان كندا لم تضرب على وتر حسّاس واحد فقط، لانّ بن سلمان الابن لا يحب الانتقاد او حتى أي تعليق سياسي غير مباشر، ومن اجل ألا يبدو انه يستجيب للضغوط السياسيّة، امر باعتقال الناشطة في مجال ​حقوق الانسان​ سمر بدوي، كي لا يظن الناس ان ما فعلته قد أدى الى ما يُعتبر خطوة تقدمية خصوصًا أنها حملت توقيعه حتى الان الا وهي رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات.

اضافة الى ذلك لفتت المصادر الى ان العلاقات التجارية مع كندا تمثلت لعدة سنوات في تزويد الحرس الوطني السعودي بعربات مدرعة خفيفة، جعلته من بين القوات القتاليّة الاكثر كفاءة في المملكة حيث اشترى حوالي ٢٥٠٠ عربة مدرعة.

وتقول المصادر ان الحرس الوطني يعتبر نظريا القوة التي تحمي العائلة المالكة من أي انقلاب محتمل قد ينفذه الجيش السعودي، وقد خضعت لقيادة العاهل الراحل الملك عبدالله لسنوات عدّة، ومن ثم نجله متعب بن عبدالله، ويذكر ان محمد بن سلمان احتجز احدهم في فندق ​ريتز كارلتون​ في الرياض وما زال محتجزا في سجن ناء لرفضه دفع مبلغ كبير الى الخزينة ​السعودية​ لتسديد قسم كبير من أمواله التي اكتسبها حين كان والده في السلطة.

وترى المصادر ان الرجل الوحيد الذي يمكن ان يوقف من اندفاعة ولي العهد هو والده الملك سلمان، وحصل مثل هذا الامر، عندما أيقن ان ولي العهد يرغب في التوصّل الى سلام مع ​اسرائيل​، بل ايضا في الشراكة التجاريّة معها، مما دفع العاهل السعودي بعد اعلان الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ​القدس​ عاصمة ل​إسرائيل​ الى اطلاق تسمية القمة العربية بـ"قمة القدس"، وقال مؤخرا ان القدس ستبقى عاصمة الدولة الفلسطينية.

وتتخوف المصادر من ردة فعل عائلات الطلاب الذين تعطلت دراستهم في كندا، فالمنح الدراسية الحكومية تركز حاليا على طلاب الهندسة والطب، ومن المرجح ان تشكل عائلاتهم كتلة مهمة ومؤثرة في المجتمع السعودي، وهي تشعر بالاستياء من القرار المفاجئ لمحمد بن سلمان.

وخلصت المصادر الى القول ان الامير بن سلمان هو مستقبل السعودية، لكن الملك لا يزال الشخصيذة الأهم وان باستطاعته تعطيل قرارات ولي العهد في كل مرة يراها لا تخدم المصالح السعودية.