أكّد رئيس حزب "القوّات ال​لبنان​يّة" سمير جعحع أن "المشكلة في لبنان تكمن في ذهنيّة سائدة تقوم على عرقلة من يحرز أي تقدم بدل من وضع الجهد ومحاولة القيام بما يقوم به هو من أجل اللحاق به والتقدم عليه"، مشيراً إلى أن "هدف الحملة التي يتعرض لها وزير الصحة ​غسان حاصباني​ هو محاولة إثبات أنهم ليسوا وحدهم الفاسدون وإنما الجميع كذلك إلا أنهم في نهاية المطاف لن يصلوا إلى أي نتيجة في هذه الحملة لأن الحقيقة ساطعة ك​الشمس​ فالفاسد فاسد ومن هو غير فاسد هو غير فاسد".

وخلال لقائه وفداً من الإغتراب في المقر العام للحزب في ​معراب​، لفت جعجع إلى أنه "عندما نجتمع تعود روح القضيّة إلينا وندرك ما قيمة الذي يجري حولنا فمجرد أن نلقي نظرة إلى الصالة ونرى كيف تجمع أفراداً من المناطق كافة ندرك ان ما يجمعنا هو القضيّة التي هي روح تاريخيّة متجذرة في هذه الأرض منذ أيام أجدادنا. يقولون إننا حزب سياسي إلا أن الحقيقة هي أننا حزب القضيّة فنحن نعمل في ال​سياسة​ من أجل القضيّة وليس العكس كالذي يسود في هذه الأيام. صحيح أننا تعرضنا إلى ظلم كبير منذ عشرات السنوات حتى اليوم حيث لم يتركوا أي نقطة سوداء إلا وحاولوا رميها علينا، إلا أنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح".

وأشار إلى أن "ما تحملناه لا يمكن لاحد أن يتحمله فقد بدأ تشويه صورتنا بشكل ممنهج منذ أيام الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل، حيث كان يشترط على أي سياسي يحاول التقرب من ​النظام السوري​ أن يكون ضد "القوّات" من أجل كسب ودّهم، إلا أننا بقينا نثابر إلى حين تمكنا أن نتمثل بأربعة وزراء في ​الحكومة​ الذين ساهموا إلى جانب نوابنا في محو الصورة البشعة التي حاولوا إلصاقها بنا، لذلك لا يصح إلا الصحيح وإن استمر الفرد بالمثابرة فهو لا بد واصل إلى أهدافه".

واضاف جعجع : "هذه السنة بدأت بشكل جيد مع أداء وزرائنا في الحكومة إلا أنها ما لبثت أن تحسنت وأصبحت جيدة جداً مع الإنتخابات النيابيّة حيث كنا نخوض المعركة لوحدنا وبالرغم من كل التكتلات التي واجهتنا وحاولت إضعافنا فقد أتت النتائج مخالفة لكل التوقعات، لذا أعتقد أنه خلال هذه السنة استعادت "القوّات" جزءاً من حقها فيما جل ما يحاولون القيام به اليوم هو التهرب من نتائج الإنتخابات عبر تأليف الحكومة التي لا تتشكل بسبب أن البعض لا يريدونها أن تنبثق على أساس نتائج الإنتخابات النيابيّة".

وتطرّق جعجع إلى "تفاهم معراب"، مشدداً على أننا "لن نتخلى عنه وسنعود إليه في كل مرّة فهو إتفاق من 4 صفحات في السياسة والصفحة الأخيرة فقط تتناول موضوع ​تشكيل الحكومة​. فنحن قد اتفقنا على أن أي حكومة تتشكل من 30 وزيراً يكون للرئيس 3 وزراء فيها فيما البقية تنقسم على "التيار" وحلفائه من جهة و"القوّات" وحلفائها من جهة أخرى. كما اتفقنا على أن يتم تشكيل لجنة نيابيّة مشتركة بعد الإنتخابات يتم عبرها تحديد سياسات العهد، لذلك نحن متمسكون بـ"تفاهم معراب" الذي لا يمكن أن يلغى إلا بإرادة طرفيه ومحاولة أحدهما التملص منه لا يمكن اعتباره سوى إنقلاباً لأحد الفريقين على الإتفاق".

وتابع: "يضع البعض كل جهد ممكن من أجل تخفيض حصة "القوّات" قدر الإمكان من أجل كبح جموح تقدمها الشعبي فنحن إنطلقنا في العمل من كعب الوادي وتمكنا من الوصول إلى ما نحن عليه كما تمكنا من تحقيق هذه النتائج بفضل جهدكم وعملكم وعمل رفاقكم، لذلك يحاولون عرقلة "القوّات" من أجل اللحاق بها بدلاً من العمل بشكل إيجابي وبجهد أكبر من أجل مواكبتها في التقدم ومحاولة التقدم عليها".

وشدد على أن "هذه المرّة الأولى التي نلتقي فيها ولسنا فقط فرحين في محافظتنا على أنفسنا وتاريخنا وإنما فقد أصبحنا اليوم نؤثر على مسار الأمور في البلاد"، موضحاً أنه "يجب ألا نعتبر أن الوضع في البلاد ميؤوس منه، فصحيح أنه يتطلب الكثير من العمل من أجل أن يستقيم إلا أنه بمجرد توافر الحد الأدنى من النية السياسية بالنهوض في الأوضاع فنحن قادرون على قلب المسار الإنحداري إلى مسار تصاعدي بفترة قصيرة لا تزيد عن أشهر عدّة".

وأكد "أننا سنحصل على حصّة وازنة في الحكومة وسيكون لنا إمكانيّة أكبر للتأثير في مجريات الأحداث بالرغم من أن تنين الشر سيقاوم حتى آخر رمق وسيحاول منع الحملة التي نقوم بها من أجل تبييض صورة لبنان".