اقل من يوم وتنتهي عطلة ​عيد الاضحى​ التي تميزت بالبرودة والجمود حكومياً على عكس حرارة "آب اللهاب" المتلهبة، والتي لم تشعل خطوط التواصل شبه المقطوعة بين بعبدا وبيت الوسط وبين الرابية وبيت الوسط في حين توقفت محركات الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ عن الدوران بسبب تمضيته اجازة عائلية تنتهي قريباً لكن الحريري لن ينهي قريباً ازمة الحكومة ومتوقع ان تستمر الازمة طويلاً جداً. وذلك وفق ما تؤكد اوساط متابعة للتأليف الحكومي، وتقول الاوساط ان العقد على حالها لا بل انها تتعقد اكثر مع توقف الاتصالات كلياً بين مختلف القوى وخصوصاً بين الثنائي المسيحي الذي عاد الى سجاله المعهود عن حصص المسيحيين وخصوصاً القوات وبنود تفاهم معراب بينهما.

وتلمح الاوساط الى ان طلب الحريري من الرئيس ​نبيه بري​ التدخل لدى النائب السابق ​وليد جنبلاط​ لحلحلة العقدة الدرزية وقبول بوزير ثالث "وسطي" بين الرئيسين بري وعون والاشتراكي لحل ازمة توزير الحزب الديمقراطي والنائب ​طلال ارسلان​ كما طلب من الرئيس بري التدخل لدى ​حزب الله​ للضغط على ​التيار الوطني الحر​ والقبول بمنح القوات حقيبة سيادية او حقائب خدماتية وهو امر يرفضه الرئيس عون ورئيس التيار الوطني الحر الوزير ​جبران باسيل​ وجل ما قاما به هو التخلي عن وزير لتكون حصة التيار وحصة الرئيس 10 بدل 11.

وتقول الاوساط ان لا مصلحة لحزب الله ان يدخل في معركة مع التيار الوطني الحر لانتزاع حقيبة سيادية للقوات اي الاشتباك مع حليف للحصول على حقيبة سياسية لخصم ولا يوفر كل صغيرة وكبيرة للنيل من حزب الله والمقاومة كلما سنحت له الفرصة. كما لا يتدخل حزب الله في الحصة المسيحية التي يجب ان يتم الحديث حولها بين القوى المسيحية انفسهم اي بين القوات والتيار والمردة والكتائب. وتلفت الاوساط الى ان اذا اراد الحريري الحل فلا بد من ان يجمع القوات والتيار في جلسة مشتركة ليكون هناك نقاش واضح بين الثلاثة وهنا تظهر جدية كل الاطراف ويتبين من يريد الحل ويريد العرقلة. وتضيف الاوساط لو ان القوات جادة في التأليف وتريد حكومة فإنها يمكن ان تقبل بأربع مقاعد حكومية ثلاث منها بحقائب خدماتية وشبه خدماتية. فلماذا الاصرار على مطالب "تعجيزية" إما سيادية او نائب رئيس حكومة او اربعة حقائب خدماتية وازنة واساسية فهذه ليست مطالب يمكن السير فيها لتسهيل التأليف؟

وتكشف الاوساط ان بناء على ما تقدم وفي ظل المراوحة الثقيلة والتقطيع السلبي للوقت، انهى الرئيس عون وكبار مستشاريه القانويين والدستوريين ومجموعة من القوى السياسية مشاورات حول سيناريو دستوري مرتقب قد يبدأ العمل به منذ مطلع ايلول المقبل وهو وضع كل القوى امام مسؤولياتها.

وتؤكد الاوساط ان السيناريو ينص على قبول الرئيس عون اي تشكيلة يعرضها عليه الرئيس المكلف فيوافق عليها فوراً ويصدر مراسيمها ولو كانت لا تراعي تطلعات كل القوى السياسية الممثلة في برلمان 2018 ولو كان هناك اعتراضات ولا تلبي الشروط والعقد المطروحة. وبعد توقيع مراسيمها ستمثل الحكومة امام مجلس النواب لنيل الثقة والتي تحتاج الى اكثرية عادية النصف زائداً واحداً. فعند مثولها امام المجلس وعدم نيلها الثقة بهذه الغالبية على الاقل فإنها ستسقط وسيصار الى استشارات سياسية ونيابية جديدة لتكليف رئيس جديد للحكومة وقد لا يكون الحريري هو المكلف او قد يعاد تسميته للتأليف.

وهذا السيناريو وفق الاوساط من شأنه ان يكون هزة قوية للطائف السنية ولموقع رئاسة الحكومة وقد يفرض على الجميع السير بمرشح غير الحريري لتكليف الحكومة الجديدة وهنا ستقع مشكلة جديدة بين العهد وسُنّة لبنان لانه لا يمكن للبلد ان يستمر بلا حكومة الى ما شاء الله فما يجري من تضييع وقت، مؤذ لكل الوضع اللبناني وللعهد ورئيس الحكومة وكل الاحزاب والقوى الممثلة في مجلس النواب الحالي.

وتنبه الاوساط من ان سيناريو مشابه من شأنه ان يعمق الازمة ويعززها لكن آخر الدواء الكي وفي ظل عدم وجود خيار دستوري آخر في يد رئيس الجمهورية او من صلاحياته لكون لا صلاحية لانتهاء التكليف ولا وجود لقانون يلزم الرئيس المكلف بمهلة زمنية محددة لكن الرئيس عون لن يقف مكتوفي الايدي امام التعطيل المقصود لتأليف الحكومة وفرملة العهد.

في المقابل ترى اوساط اخرى ان خطوة الرئيس عون على اهميتها لتسريع التشكيل والحث والضغط على الحريري "معنوياً" لتأليف وعدم التأخير لفترة اطول، لن تتحقق اذا لم يقدم الحريري اي تشكيلة الى الرئيس عون في بعبدا ليوافق عليها ويقوم بالاجراء المذكور اعلاه.

وترى الاوساط ان الحريري لن يقدم على اي تشكيلة يعرف مسبقاً انها ساقطة حكماُ ولا يمكن ان تمر كما لا يمكنه ان يذهب الى مجلس نواب بحكومة تعرج ولا حظوظ لها بأن تكون حكومة لبنان الاصيلة وكاملة المواصفات والثقة البرلمانية لذلك سيواصل التمهل والتريث وتقطيع الوقت حتى نيل اي تشكيلة حكومية رضى الاشتراكي والقوات والديمقراطي وعون وباسيل وهذا الامر سيكون محل اشتباك سياسي بين فريق ​8 آذار​ والثنائي الشيعي وعون وباسيل والحريري لون يكون هناك حكومة في المدى المنظور.