اذا اردت معرفة الاسباب الحقيقية وراء عرقلة بعض القوى تشكيل الحكومة... «فتش عن الفيتو السوري على هؤلاء لا سيما فيما خص منعهم من المشاركة في اعادة اعمار ​سوريا​»، بهذه العبارة علق قيادي بارز في ثنائي «​حزب الله​ -امل» على كلام الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ حول رفضه اعادة تفعيل العلاقات «اللبنانية - السورية» بشكل رسمي.

وفقا للقيادي، فان الحريري اصبح محشورا في الزاوية مثله مثل زعيم المختارة ​وليد جنبلاط​ ورئيس ​القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ ودولا عربية عدة، لا هم قادرين على الاستثمار في ملف اعادة اعمار سوريا بسبب الفيتو السوري عليهم، ولا هم قادرين على العودة الى الوراء وبدء صفحة جديدة معها على امل تغاضيها في مرحلة لاحقة عنهم والسماح لهم بالمشاركة في اعادة اعمارها.

المسالة الحكومية، وفقا للقيادي، باتت معقدة بشكل كبير، فالحريري يحاول استثمار مسألة تشكيل الحكومة للعودة الى سوريا، ولو بشكل غير رسمي او علني في مرحلة اولى، في وقت ابلغت دمشق جهات لبنانية دخلت على خط ترطيب الاجواء بين الطرفين رفضها المطلق لاي شكل من اشكال التعاون الشخصي مع الرئيس المكلف، لا سيما في مسألة اعادة الاعمار واصرارها على التعاون الرسمي مع الحكومة مجتمعة.

وبالتالي فان ما اعلنه الحريري سابقا لجهة رفضه ما اسماه ربط بعض الجهات مسألة تشكيل الحكومة باعادة العلاقات الى طبيعتها مع سوريا هو «هروب الى الامام»، ورسالة رد على رفض دمشق مبادرات التسوية معه، وفي الوقت نفسه هو «خطوة قرأناها» بايجابية لجهة ان الحريري بكلامه هذا وجد حلا للنزول عن الشجرة السورية وهو «يعلم معنى هذا الكلام جيدا» لا سيما لجهة ما تقتضيه المصلحة الوطنية من مراجعة شاملة لكل الاخطاء السابقة.

وضمن الترتيب ذاته، فان ما يقال عن تدخلات خارجية في مسألة التشكيل هو صحيح مئة في المئة ولكن ليس بسبب حزب الله انما بسبب اصرار دمشق ايضا على عدم السماح لاية دولة شاركت في الحرب الكونية عليها من المشاركة في اعادة الاعمار، وهذا السبب الذي دفع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ الى التلويح بخطوات تصعيدية بوجه المعرقلين لمعرفته بعدم امكانية رهن مصير الحكومة والبلد بمصير المفاوضات التي تقودها روسيا وعمان لاعادة تفعيل العلاقات السورية - العربية والتي باءت بالفشل حتى اللحظة.

وعليه، اكد القيادي على ضرورة تأليف الحكومة في مهلة اقصاها اواخر ايلول، وإلا فان امامنا خيارين لا ثالث لهما: اما اعلان الرئيس عون عن تشكيل حكومة «الامر الواقع» على شاكلة مسودة ٣٠ وزيرا التي قدمها الحريري في بداية مشاورات التأليف، او الضغط عليه للسير بحكومة اكثرية تسقط عنه تهمة التباطؤ في التأليف على وقع ضغوطات خارجية ومعوقات داخلية.

ويختم القيادي: ومن هذا المنطلق فاننا ومن موقعنا في ثنائي «حزب الله - امل» لا مانع لدينا من تسمية الاشياء بأسمائها، والسير بعد شهر من الان تقريبا، اي في اواخر ايلول، ضمن ترتيب حكومة الامر الواقع والتي قد نسقطها في ​المجلس النيابي​ في مرحلة لاحقة اذا وجدنا ان كل الاطراف المعرقلة فصلت مسار الملف اللبناني عن الاشتباك الاقليمي، ونقطة على السطر!