لفتت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال ​عناية عزالدين​، إلى أنّ "​الجنوب​ تحديدًا و​لبنان​ بشكل عام يزخر بالنماذج الّتي يجب أن تشكّل مثلًا أعلى وقدوة لشبابنا وشاباتنا الّذين نعوّل عليهم لبناء وطن حقيقي ودولة عادلة وراعية خالية من ​الفساد​ والافساد".

وأشارت خلال حضورها الإحتفال الحاشد الّذي أقامته ​بلدية طيردبا​ تكريمًا للطلاب الناجحين والمتفوقين في الشهادات الرسمية من أبناء البلدة، إلى "أنّنا في هذا الجنوب ومنذ انطلاقة الإمام ​موسى الصدر​ ناضلنا وقدّمنا التضحيات والشهداء من أجل بناء هذا الوطن الحقيقي والدولة القوية والقادرة والراعية لأبنائها. نحن أكثر من يعرف قيمة الوطن ومعنى الدولة لأنّنا عانينا على مدى عقود من الاحتلال من جهة، ومن الحرمان من جهة ثانية وناضلنا من أجل التحرير ومن أجل التنمية واستطعنا"، منوّهةً إلى "أنّنا حرّرنا الأرض من العدو الإسرائيلي، من ثمّ من ​الإرهاب​ وفي الوقت نفسه خضنا معركة التنمية ونجحنا بنسبة كبيرة بإدخال الجنوب إلى خارطة الانماء في لبنان".

وبيّنت عزالدين أنّ "الإنماء بقي غير متوازن ومعركتنا اليوم من أجل أن نضع حدًّا لهذا اللاتوازن ومن أجل أن لا يبقى محروم واحد، وهذا لا يحصل إلّا من خلال مؤسسات الدولة الّتي تدرك واجباتها ولا تتلكّأ بتأمين حقوق الناس في الطبابة والتعليم والأمن والضمان الإجتماعي وتأمين فرص العمل والإسكان، وقدّمنا في مسيرتنا الطويلة الأحبة والأعزاء ولن نسمح بأن تضيع دماء الشهداء".

وركّزت على أنّ "قرارًا بحفظ دماء الشهداء هو قرار متّخذ من أعلى مستوى في الثنائي الوطني ("​حركة أمل​" و"​حزب الله​") الّذي بات يمثّل نموذجًا في الحياة السياسية اللبنانية. ولعل لقاءنا اليوم في هذه البلدة العزيزة تحت مظلّة الثنائي الوطني، تحمل الكثير من الدلالات"، مؤكّدًة أنّ "هذا التحالف وجودي واستراتيجي وقد عبّر رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ والأمين العام لـ"حزب الله" ​السيد حسن نصرالله​ عن هذا الأمر في أكثر من مناسبة، وهما أكّدا استكمال مسيرة التنمية والتحرير معًا والعمل المشترك لتعزيز مؤسسات الدولة لتقوم بواجباتها ومسؤولياتها تجاه المواطن".

بيّنت عزالدين أنّ "ما إصرارنا على الإسراع بتأليف ​الحكومة​ إلّا لإدراكنا مدى عمق الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية الّتي يدفع المواطنون يوميًّا ثمنها في ​المستشفيات​ والمدارس وفي كلّ مؤسسات الدولة الرسمية"، لافتةً إلى أنّ "هذه المماطلة لم تعد مقبولة، والبلد لا يحمل التأجيل ونحن سهّلنا وقد أبدى بري استعداده للتدخّل من أجل تذليل العقبات لأنّ الوضع لم يعد يحتمل".