مع تزايد الضغوط المحلية وارتفاع الحاجة الى حكومة وحدة وطنية موسعة لمواجهة تحديات جمة تعصف بالبلد، يتمسك الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ بالصمت و"الحياد" و"النأي بالنفس" عن كل السجالات والحملات التي تطال الازمة الحكومية وتطال الحريري وتتهمه بالتباطؤ والانحياز الاقليمي الى جهات لا ترغب بحكومة لبنانية راهناً الا وفق اجندات محددة.

وفي هذا الإطار ينقل نائب في ​كتلة المستقبل​ عن الرئيس الحريري قوله انه ليس معنياً بكل ما يجري من اتهامات وخطابات وتصريحات وتهديدات فملف التشكيل يخصه ويعنيه ويعمل عليه كأولوية وطنية ولا يحتاج الى اذن او رخصة من احد لكي يؤلف الحكومة انما هذا من واجباته الدستورية والتشاور مع الجميع للوصول الى صيغة توافقية ترضي الجميع لكنها يجب ان تكون حكومة متجانسة لكي تعمل.

ويقول النائب المذكور ان الرئيس الحريري صدره واسع وبحكمته سيتجاوز الصعاب لكنه يرى ان ليس من المنطقي والطبيعي ان يرد على هذا او ذاك او ان يدخل في سجال التأليف سياسياً وإعلامياً.

ويشير النائب المستقبلي الى ان ليس صحيحاً ما يحكى ان هناك ثلاثة سيناريوهات عرضت على الحريري ليختار بينها. ويقول ان الاعتكاف ليس وارداً او مطروحاً ومن الطبيعي ان لا يقدم الرئيس الحريري "هدية مجانية" لمن يريدون ازاحته من السراي وتعطيل مهمة تأليف الحكومة لتحقيق هذا الغرض.

اما الخيار الثاني السير بحكومة امر واقع او بمن حضر فدونها عقبات كثيرة وليست الخيار الامثل وسيكون هناك افرقاء كثر ضدها وفي وجهها ولن تتمكن من التعمير طويلاً.

اما الخيار الثالث وهو خيار المراوحة الحالية وعدم التأليف وبقاء الرئيس الحريري مكلفاً الى ما شاء الله فهو سيناريو مؤذ وخطير على الجميع بما فيهما رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ والرئيس المكلف وهذه الحالة يرفضها عون والتيار والرئيس ​نبيه بري​ و​حزب الله​ كما يرفض الحريري استنزاف طاقته في مفاوضات التأليف وحلحلة العقد التي كان يجب ان تحل بساعات ودقائق وليس بـ90 يوماً.

ويشير النائب الى ان الحديث عن عقبات خارجية في التأليف ليس واقعياً ومرتبط بمصالح البعض السياسية داخلياً، فحقيقة الامر ان العقد هي داخلية وحلها كفيل بولادة الحكومة خلال ساعات.

ويكشف ان الرئيس الحريري يعمل خلف الاضواء منذ ايام وابلغ الرئيس عون بجهود يبذلها للتشاور مع القوات والتيار والاشتراكي لحلحلة العقد وسيكون هناك نتائج ايجابية من الآن وحتى مطلع شهر ايلول المقبل.

ويلمح النائب الى ان الحريري سيزور ​بعبدا​ قريباً لزيارة عون ووضعه في صورة المستجدات ومتأبطاً لاول مسودة لتشكيلة من 30 وزيراً وموزعة بطريقة عادلة تراعي احجام كل القوى الممثلة في البرلمان. وهي تتضمن كيفية توزيع الحقائب وعددها لكل فريق واسماء الحقائب ونوعيتها لكل فريق وهي ستكون مسودة اولى او خارطة طريق يؤمل ان تكون نواة الحكومة الجديدة.

وينقل النائب المذكور عن الحريري قوله انه متأمل في صبر ووطنية وليد بك جنبلاط والدكتور ​سمير جعجع​ وهو يعرف انهما حريصان على البلد وعلى الحكومة ولا يفرطان في الاستقرار ومصلحة البلد.

ويؤكد ان الرئيس الحريري لم يقطع تواصله مع الرئيس عون ولا مع رئيس ​التيار الوطني الحر​ الوزير ​جبران باسيل​ كما يتشاور مع جنبلاط وجعجع والرئيس بري وباقي الافرقاء.

ويلفت الى ان الايام المقبلة ستشهد جولة جديدة من التشاور مع عون وباسيل وجنبلاط وجعجع مع توفر معطيات نطمح ان تشكل بداية حلول قريبة في ملف ​تشكيل الحكومة​.