أكد البطريرك الماروني الكردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، في كلمة له خلال استقباله الرئيس السويسري الآن بيرسيه "اننا نستقبلكم ولنا الشرف مع كل صحبكم في الصرح البطريركي في ​الديمان​ بوجود جميع المكونات والطوائف اللبنانية، وهذه خصوصية لبنان بعيشه المشترك مع جميع الأديان، وهي تعبير واضح عن ذلك على الأرض اللبنانية الكنسية الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية تعمل بنصائح الكنيسة في ​الشرق الأوسط​ من خلال الإلفة والمحبة والحقيقة".

واشار الراعي الى أنه "على الأرض اللبنانية كذلك فإن جميع المذاهب، ​الشيعة​ و​الدروز​ والمسلمين يعيشون في روح من الأخوة والتعاون، ونحن المسيحيين نعيش مع إخوتنا على هذه الأرض تجمعنا الثقافة الواحدة والمصير الواحد على قاعدة احترام بعضنا البعض واحترام جميع الأديان"، لافتاً الى أن "هذا ما عبر عنه وقاله البابا يوحنا بولس الثاني عند زيارته لبنان بأن لبنان هو بلد الرسالة والتنوع، وفي هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشرق بكامله نحن في لبنان نتعاون مسلمين ومسيحيين، بأمل كبير للخروج من هذه المحن الصعبة".

وتابع بالقول "اننا جميعا نتعاون مع المجتمع الدولي للوصول الى حل مشكلة ​النازحين السوريين​ والعراقيين والفلسطينيين وعودة الجميع باحترام الى بلدانهم، وهذا الحق بالعودة هو من الأولوية في عملنا اليومي ويجب ألا ترتبط عودتهم بالحلول السياسية والتي يمكن أن تستغرق سنين طويلة وألا ترتبط بمصالح الكبار".

وختم الراعي مرحبا بالرئيس السويسري، متمنيا له "تمضية ساعات أخرى متبقية في جو من السرور قبل عودته الى وطنه العزيز".

من جهته، نوه بيرسيه، في كلمة له، الى ان "زيارتنا الى بلدكم العزيز لبنان هي لإبقاء التواصل والتبادل الدائم بين بلدينا الحبيبين اللذين عاشا نفس التجربة من خلال الأزمات الصعبة التي مرت على كليهما".

كما لفت الى ان "زيارتنا الى لبنان هي إشارة على احتضان ​سويسرا​ للبنان البلد العزيز علينا، وهي مناسبة لنهنىء فيها على الحوار والتواصل بين الجميع للوصول الى حل كل المشاكل"، موضحاً "اننا نعرف أن هذه الطرق صعبة جدا ولكننا وإياكم أغنياء بتنوعنا وحواراتنا ونعيش معنى العذاب معكم وعلينا ألا نعيش الإحباط بل أن نبذل مجهودا كبيرا للوصول الى السلام الدائم والشامل، وهذا ما كتبه الأديب أمين المعلوف".

وتابع بالقول "اننا نتمتع اليوم بلقائنا معكم على هذه الأرض التي تجمعنا بصداقة متينة، وانا أعتبر على الصعيد الشخصي أن لبنان هو نموذج للحوار والعيش المشترك"، ذاكرا أنه "بالأمس زرت الجنوب وبالتحديد بلدة حاصبيا وقد استقبلنا بالحفاوة والترحيب، وأوضح لنا الأهالي أن في هذا اللقاء يجتمع أكثر من ثلاثين ممثلا للطوائف المتعددة وهذا المثال التعايشي ينطبق على كل المناطق اللبنانية، وهذا الحوار والتعايش بين الجميع هو الحقيقة البارزة في هذا البلد".

كمال فت الى أن "هذه الزيارة لا تقتصر فقط على تمتين العلاقة بين لبنان وسويسرا، بل لنذكر أن لبنان ليس البلد الوحيد المعني بقضية النازحين و​اللاجئين​ وبالأمس كان اللقاء مع رئيس الجمهورية ورئيس ​مجلس النواب​ والمسؤولين تأكيدا على اهتمامنا بمساعدة لبنان وعدم تركه وحيدا"، معتبراً أن "لبنان هو مركز عالمي للحضارات كلها والحوار بين الأديان والشعوب".