وجه رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ الشيخ ​عبد الأمير قبلان​ رسالة في الذكرى السنوية 40 لتغييب ​الامام موسى الصدر​ ورفيقيه ​الشيخ محمد يعقوب​ والاعلامي ​عباس بدر الدين​ قال فيها: "في ذكراك أيها الغائب عنا الحاضر فينا، نحن إليك ونعيش أيامك ونستحضر مناقبك ومواقفك ولا ننساك ، فأنت الأخ والصديق والحبيب، أيها الغائب عن العيون الحاضر في القلوب التي يؤلمها فراق عالم جليل ومفكر رشيد يسكن في الوجدان، غيبوك عن أعيننا لكنك كنت وستبقى ​المنارة​ التي اضاءت عالمنا تقى و نوراً وعلماً ومعرفة ، فانت المثل والمثال والقدوة لعالم الدين الرسالي الملتزم قضايا ​الانسان​ المظلوم والمحروم، وانت يا وارث الانبياء كنت مثال المعلم القائد والمرشد الذي نذر نفسه للتقرب الى الله في خدمة الانسان الذي كرمه تعالى ليكون خليفته في الارض يعمرها بالخير والصلاح، عرفناك قائد صحوة ايمانية انتفضت على الظلم والحرمان والجهل و​الفساد​، وأسست مدرسة رسالية استمدت تعاليمها من تعاليم الانبياء، وخرجت المجاهدين والشهداء والمخلصين من رواد الاصلاح والصلاح في امتنا، الذين بذلوا دماءهم في سبيل تحرير الارض فاثمر زرعك مقاومة باسلة دحرت الاحتلال وصانت الوطن وحفظت الانسان، فانت كنت على يقين مطلق واقتناع تام بأن إسرائيل هي العدو الأول ل​لبنان​ والخطر الأكبر عليه وعلى الأمة العربية و​الاسلام​ية، فكنت مؤسس ​المقاومة​ وامامها الذي جند نفسه وشعبه لمقارعة ​اسرائيل​ ومواجهتها ونصرة قضية ​فلسطين​ التي سكنت في عقلك وقلبك ووجدانك، فبذلت الجهد والجهاد والجهود لتكون المقاومة طريق تحرير الارض وانقاذ المقدسات. وما تزال صرختك مدوية في ارجاء الوطن يتردد صداها على مساحة العالم : انتم يا اخوتي الثوار كموج البحر ما توقفتم انتهيتم".

وأكد "أننا لن ننسى جهدك وجهادك ايها العبد الصالح الذي اخرج الدين من العصبية الى الانفتاح ، فأقتديت بسيرة جدك رسول الله تنهل من غدير الامام علي علماً وشجاعة واخلاصاً ، ولم ننس سيرتك ومسيرتك في لبنان التي اخرجت الانسان من كهوف الجهل والتعصب الى رحاب الايمان الذي لا يعرف انانية فشحذت الهمم واستنهضت العزيمة من اجل خدمة الانسان المعذب والمقهور بمنأى عن الدين والعرق والانتماء"، متوجهاً إلى قادة العرب والمسلمين بالقول: "عودوا الى تعاليم الدين التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ولا يوجد في قاموسها تكفيرا ولا تعصباً ، فالاسلام دين ​المحبة​ والتسامح والتعاون على البر والتقوى، اعملوا كما عمل الامام الصدر لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات بالحوار، انصروا فلسطين وانقذوا شعبها ومقدساتها ولا تتركوها فريسة الاطماع الصهيونية، كونوا اخوة متضامنين لرأب الصدع ووأد الفتن، وانقاذ الشعب اليمني من اتون الحرب المدمرة، شكلوا جبهة متراصة في مواجهة ​الارهاب​ الصهيوني والتكفيري، اعملوا لخلاص الشعوب من الجهل والظلم و​الفقر​، فهي امانة الله في اعناقكم، انشروا ثقافة التعاون والانفتاح في مواجهة التزمت والانغلاق، كونوا عند حسن ظن الله بكم عاملين لما فيه رضا لله وصلاح للانسان".

وطالب السياسيين في لبنان بـ"حفظ وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض والعمل لما فيه مصلحة لبنان وشعبه من خلال التزام فكر وتوجهات الامام الصدر الذي كان حريصًا على الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك، ومدافعًا بقوة عن السلم الأهلي في لبنان اذ وقف بوجه كل الصراعات الداخلية وتصدى لكل أنواع الفتن الطائفية والمذهبية ، فاسس منظومة وطنية ترتكز الى القيم والمبادىء جعلت لبنان عصياً على المؤامرات والمكائد. من هنا فاننا نطالب السياسيين بالتنازل لبعضهم البعض والاسراع في تشكيل حكومة وطنية تعمل لخدمة المواطن ولاسيما الفقير والمحروم والمظلوم لتوفر لبلدنا الاستقرار السياسي والاجتماعي، فتحارب الفساد وتفعّل المؤسسات وتنهض ب​الاقتصاد​، ويكون همها صهر اللبنانيين في بوتقة الوحدة الوطنية ليظل لبنان رسالة للتعايش الاسلامي المسيحي، فالامام الصدر لم يفرق بين مواطن واخر ومنطقة واخرى، لانه كان يعتبر اللبنانيين واخوة وشركاء وعليهم ان يجندوا انفسهم لحفظ وحدة لبنان وترسيخ عيشه المشترك. إن اللبنانيين مطالبون بالعودة إلى الإمام الصدر ليتعلموا منه الحكمة في حل الأزمات والمشاكل، فهو كان مثال القائد المفكر، الهادئ والحكيم الذي يتعاطى بوعي ومسؤولية وبعد نظر مع القضايا الوطنية والإسلامية والقومية".