(هل يستقيل ​نعيم قاسم​ أم يُقال؟) عنوان خبر مفبرك نشره موقع الكتروني تابع لاحد اصحاب العمائم المحسوبة على ​السفارة الاميركية​، بهدف الزج به بين الاف الكتابات المدرجة في اطار الحروب المتنوعة التي تشنها الادارة الاميركية على ​حزب الله​ بهدف احداث تصدع وزعزعة ثقة في بنيته الافقية والعامودية.

وحتى لا يذهب البعض ليقول اننا نتجنى، نذكره بشهادة نائب وزيرة ​الخارجية الاميركية​ لشؤون الشرق الادنى والسفير الاميركي السابق في لبنان ​جيفري فيلتمان​ امام ​الكونغرس الاميركي​ في 8 حزيران/ يونيو 2010، واعترافه بان الادارة الاميركية انفقت في لبنان منذ عام 2006 حتى تاريخ مثوله امام الكونغرس (اي عام 2010) ما يفوق عن 500 مليون دولار من أجل تشويه صورة حزب الله والمقاومة، وعدم تهيئة الظروف ليتمكن الحزب من ملء الفراغ او من أن ينمو ويقوى. اضافة الى اهداف اخرى تصب في الاطار نفسه. ونذكره ايضا بما كشفته وثائق ويكيليكس حول الموضوع نفسه، واسماء الايادي الاعلامية السوداء المأجورة التي استخدمت للتنفيذ. والسؤال، الى الان اي عام 2018، كم انفقت واشنطن لتحقيق اهدافها؟

اذن، ان استخدام واشنطن مختلف الادوات الداخلية والخارجية بما فيها الاقلام المأجورة لتشويه صورة حزب الله ومحاولة تحطيمه من الداخل عبر دس الاكاذيب وفبركة الاخبار، حقيقة يعترف بها الاميركي ولو انكرها المأجورون.

واذا ما فندنا هذه الاكاذيب والفبركات، فاننا بذلك، نكون امام حقيقة اخرى لا ينكرها احد، وهي ان هذه الاقلام مأجورة متأمركة متصهينة تحاول ان تلبس الحق بالباطل، وان تتجلبب بعباءة الدين لاعطاء قدسية للشياطين.

لا تعتبر قيادة حزب الله من اكفأ واحكم واعقل القيادات التي عرفتها المنطقة فحسب، بل العالم كله. فهذه المجموعة الصغيرة الشابة، قادت امة الى اعظم الانجازات، وغيرت معادلات في لبنان والمنطقة والعالم، وبات الكل يحسب لها الف حساب. فكيف يمكن القول انها بعد نحو اربعة عقود على عملها "المبدع"، ان احد اعضائها يواجه "عتبا كبيرا" من قيادة الحزب، بذريعة اخفاقه في "وضع أطر المعالجة والاستيعاب خصوصا في الشارع البعلبكي وضمن الدائرة المقربة من الحزب من مؤيدين ومتفرغين".

في هذا الاطار نسجل ملاحظات:

انه بعد ان عجزت الادوات الاميركية عن النيل من حزب الله ككل ، تلجأ اليوم الى تجزئة المعركة، فتركز اليوم على نائب الامين العام وغدا على غيره من اعضاء الشورى او القياديين وتوجيه اتهامات وافتراءات مختلفة لهم وهكذا. اي ان ما لم تستطعه بالجملة تعمد اليه بالمفرق.

واضح ان الدس مناطقي هو الذي تحاول الادارة الاميركية اللعب عليه في هذا الوقت باعتبار ان الارض خصبة لبذر بذور الشقاق بين البعلبكيين والجنوبيين. واستخدام كلمة "الشارع البعلبكي" ليست بريئة، بل تضج بالرجس والدنس. وتستخدم هنا ليقال ان الشيخ قاسم ليس بعلبكيا، لذا هو لا يعمل من اجل البعلبكيين.

لو كان حزب الله لا يثق بعمل الشيخ قاسم، لما كلفته قيادة الحزب برئاسة هيئة العمل الحكومي التي تعتبر بمثابة حكومة ظل، ولما وسّعت نطاق عملها في متابعة الوزارات المختلفة بعد أن كانت تسمى لجنة العمل الحكومي حيث كان عملها محدودا بما يتعلق بشكل رئيسي بجدول أعمال مجلس الوزراء، ولما استمرت رئاسة الشيخ قاسم لمجلس العمل النيابي ومتابعة نواب الحزب إضافة للعمل الحكومي لبناء مسار تكاملي بين المسار النيابي والوزاري.

نقطة مهمة في هذا الاطار هي ان عمل هيئة العمل الحكومي ومتابعة رئاسة مجلس العمل النيابي والوزاري، يتوازى بالاهمية مع الملف الاهم الذي استحدثه حزب الله والمتعلق بمكافحة الفساد، وتولاه سماحة الامين العام السيد حسن نصر شخصيا، واوكل ادارته الى النائب السيد ​حسن فضل الله​.

وهنا نقطة مهمة جدا وهي ان المنهجية التي أعلنها حزب الله منذ ​الانتخابات النيابية​ في التعاطي مع موضوع الدولة والشأن الداخلي، كان أبرزها خطوتين أساسيتين هما إنشاء ملف مكافحة الفساد والذي يرأسه بشكل مباشر الأمين العام للحزب كما اشرنا، وإنشاء هيئة العمل الحكومي التي كلف برئاستها نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم. وعليه كيف يعقل ان يكون عمل شخص ما فاشلا ، ثم يسلم ملفات بهذه الحساسية والضخامة؟ لا بد من الاشارة هنا الى الانسجام والتكامل الواضح في أداء قيادة حزب الله وتوزيع الادوار الفعال بين قياداته وخصوصا بين أعضاء الشورى. وثبات الأعضاء في ​مجلس الشورى​ على مدى عقود يؤكد الثقة في هذا الشخصيات وأدوارها.

عند التوقف عند أداء حزب الله (موضوع المقال المتأمرك) والنتائج التي أحرزها الحزب و​حركة أمل​ في الانتخابات النيابية سواء فيما يتعلق بالمقاعد الشيعية او بالحلفاء السنة، فأن إدارة الانتخابات النيابية كانت بيد نائب الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم الذي نال إشادة معلنة من الأمين العام لحزب الله سماحة ​السيد حسن نصر الله​ بإدارة الانتخابات بذكر اسمه شخصيا.

يظهر جليا ان مفبرك خبر استقالة او اقالة الشيخ قاسم، لا يستند الى معلومات في خبره، بل يبني على استنتاجات وتحليلات خاطئة، وذلك عندما يعتبر ان زيارة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد ​هاشم صفي الدين​ الى البقاع دليل على صحة معلوماته. حيث يحلل انه اثر العتاب الكبير على اخفاق الشيخ قاسم "تم إعفاؤه من متابعة ملف المنطقة (اي البقاع) وإصدار تكليف مؤقت إلى رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين والذي كان قد أطل على البقاعيين منذ أسابيع بمزيد من الوعود ليس أكثر".

وهنا يقع القلم الاميركي في خطأ كبير وهو، ان خاصية الحزب لا تقييد حركة اعضاء الشورى تحديدا. فاي عضو في الشورى يمكنه ان يزور ويخطب ويعلن مواقف من اي منطقة كانت. وبالتالي فان البناء على ان زيارة السيد صفي الدين الى البقاع اثبات على صحة الاستنتاج خطأ كبير و"يعاتب"عليه الكاتب "عتبا مهنيا كبيرا" يمكن ان يدفع مشغليه الى اقالته او هو يستقيل بنفسه...

استكمال تفنيد المعلومات المفبركة الواردة في الخبر، يستلزم الكثير من الكتابات، ولكن ما ورد في الخبر، هو اضغاث احلام واوهام يحاول كاتبها، اقناع الناس بها، لعلها تتحول الى حقيقة، وشتان بين الوهم والحقيقة.