وضعتْ أوساط سياسية عبر صحيفة "الراي" الكويتية "بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" في سياق ترجمة الخط البياني لمرحلة ما بعد ​الانتخابات​ ​لبنان​ياً الذي كان رسمه بوضوح قائد ​فيلق القدس​ في ​الحرس الثوري الإيراني​ الجنرال ​قاسم سليماني​ حين جاهَرَ في كلامٍ نُقل عنه في 11 حزيران الماضي بالانتصار الانتخابي لـ"​حزب الله​" وحلفائه وحصْده غالبية 74 نائباً، داعياً في ضوء ذلك إلى حكومة مقاومة".

واعتبرت أن "موقف الحزب هو تتويج لمسارٍ متدحْرج من تفريغ هذه السياسة التي أعلن لبنان الرسمي التزامها والتي شكّلتْ مع عنوان تحييد الملفات الخلافية، وفي مقدّمها ​الأزمة السورية​، ركنيْ التسوية التي أنهت ​الفراغ الرئاسي​ قبل نحو عامين" ورأت ان "حزب الله" الذي غالباً ما كان يحاذر تظهير التماهي الكامل بينه وبين لبنان الرسمي بهدف ترْك هامش للدولة يتيح له الاحتماء خلفها ويحول دون جعل البلاد غزة ثانية، بدا وكأنه أطلق دينامية جديدة باتجاه الدفْع نحو نقل لبنان من ضفة استراتيجية إلى أخرى ربْطاً بالتطورات في المنطقة والرياح الساخنة التي تهبّ على الجبهة الأميركية - الإيرانية والتي يقع الحزب في عيْنها".

ولفتت إلى أن "حزب الله" انتقل في تكتكياته من التسامح حيال ​سياسة النأي بالنفس​ عن أزمات المنطقة إلى المطالبة بأن يعتمد لبنان الرسمي وحكومته العتيدة خيار النأي عن ​السعودية​ و​الولايات المتحدة​"، وتوقّفتْ عند تَقاطُع اندفاعة "حزب الله" مع ترويج رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ​جبران باسيل​ لمساحةٍ مَشْرقيةٍ بما فُسّر على أنه رغبة في ترسيخ تَحالُف أقليات بحمايةٍ روسية، لاحظتْ أن موقف كتلة نواب "حزب الله" يعني أن الأخير أَطْلق مساراً عملياً لدفْن النأي بالنفس - رغم دعوة أمينه العام ​السيد حسن نصر الله​ قبل أيام لوضْع ملفّ التطبيع مع ​سوريا​ جانباً لمرحلة ما بعد تأليف ​الحكومة​ - وذلك منذ أن استقبلت قيادته الوفد الحوثي، فيما شكّل الاتصال الذي كُشف عن حصوله بين الرئيس عون والرئيس السوري ​بشار الأسد​ إشارة انتهاء سياسة تحييد الملفات الخلافية".

وسألت عن "تداعيات موت التسوية بمرتكزاتها، رغم معاندة بعض أطرافها الإقرار بذلك، على ملف تأليف الحكومة وإذا كان موقف "حزب الله" يعكس قراراً باعتماد قواعد سلوك سياسية جديدة من شأنها المزيد من احتجاز الحكومة وجعل هذا الملف جزءاً من لعبة الأوراق المتصلة بالأجندة الإيرانية وذلك في غمرة الرسائل الدولية للبنان بضرورة البقاء تحت خيمة النأي بالنفس".