لفتت النائب ​بهية الحريري​ ممثلة رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ خلال فعاليات مؤتمر "شباب ​لبنان​ 2020" الذي تنظمه المبادرة الوطنية للمئوية تحت عنوان "بحر لبنان لكل لبنان"، بمشاركة شباب وشابات من مختلف المناطق إلى أن "الأول من أيلول هو يوم الوفاء لتضحيات الجدات والأجداد على مدى قرون طوال. هؤلاء الذين أسسوا لتجربة إنسانية إستثنائية إستحقت أن تكون رسالة وأكبر من وطن. هؤلاء الذين صدروا الحرف والكلمة إلى العالم، وركبوا البحر ليبنوا حضارات وأمما، من إبنة صيدا وصور يوروبا التي أرست مراكبها على شواطئ قارة ​أوروبا​ الصديقة والجارة فسميت أوروبا نسبة لها، وعلى هذه الأرض ​الطيبة​ ومن على هذه الشواطئ تحاورت الحضارات والثقافات، فكانت التجربة الوطنية اللبنانية الجامعة للمعتقدات والثقافات والحضارات في تجربة إنسانية وطنية إستثنائية ومميزة. ومن هنا وجدت اللغة العربية طريق تجددها من خلال أول مطبعة باللغة العربية، ليخرج أول كتاب عربي مطبوع إلى كل العرب. وهنا تلاقت الثقافات والبعثات العلمية والثقافية مع الأيادي الممدودة والقلوب ​المحبة​ للمعرفة والتنور والعقول المنفتحة على كل جديد وحديث ليكون لبنان مدرسة هذا الشرق وجامعته وفضاءه الثقافي والعلمي والإبداعي. ومن هنا إنطلقت المبادرات الأهلية التربوية والعلمية والإنسانية عبر الجمعيات الخيرية والوقفيات والأديرة لتعم المعرفة كل أبناء لبنان. وعلى هذه الأرض عرفت الإنسانية أرفع أنواع الوحدة المجتمعية، حيث تكون المجتمع اللبناني بأديانه وثقافاته في نسيج وطني متماسك على مدى مئات السنين بعيدا عن الإحتلالات والغزوات والإختراقات والحملات. فكان اللبنانيون يتكلمون لغة واحدة وبعقل واحد وقلب واحد وإرادة واحدة، وواجهوا معا الحرب العالمية الأولى وويلاتها وضحاياها ومجاعاتها، فاقتسموا الرغيف وتشاركوا الآلام والأفراح وصنعوا معا حلمهم الكبير الذي استحقوه في 1 أيلول 1920 بإعلان دولة لبنان الكبير وعاصمتها ​بيروت​ أم الشرائع العادلة والحاضنة لجميع أبناء لبنان".

واعتبرت أن "قيام الدول لا يكون إلا بوحدة المجتمعات المتماسكة ووحدة المنطلقات ووحدة الأهداف. واستطاع رواد لبنان الكبير أن يضعوا الأسس الصلبة لدولتهم الوطنية، فأقاموا عقدهم الإجتماعي الذي يمثل إرادتهم المشتركة، وساروا قدما في تطوير صيغتهم الوطنية بمحطات متعددة، حتى انتزعوا في 22 تشرين الثاني من العام 1943 إستقلال دولتهم. وبدأت رحلة المسؤولية الكاملة عن إدارة الشأن الوطني، واعترض مسيرة الدولة المستقلة الكثير من التحديات والمعوقات، وفي كل محطة كان الأوفياء للبنان وللتجربة الوطنية الكبيرة يقدمون التضحيات العظام من أجل إنقاذ دولتهم الكبيرة بأبنائها وبطموحها مهما تعاظمت التحديات. وهؤلاء الأوفياء لا يزالون حتى هذه اللحظة يتحملون كل ما تحتاجه هذه التجربة الإستثنائية المميزة من شجاعة وتضحية ومسؤولية، ليبقى لبنان رسالة وأكبر من وطن، وليبقى التناسق الإجتماعي الوطني هو الحامي للعقد الإجتماعي ولدولة المؤسسات. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، أي منذ إنطلاقة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير، كنا في كل عام نواجه واقعا أصعب من الذي سبق. ولأننا مؤمنون بشابات لبنان وشبابه، كنا نجدد العزم عاما بعد عام لكي نمضي قدما في التحضير للإحتفال بمئوية لبنان الكبير، لبنان 2020، وطن للمعرفة".

وأشارت إلى أن "لبنان 2020 هو الماثل أمامنا الآن، والمتمثل بكم، شابات وشباب لبنان. وإن صيدا مدينة الرئيس الشهيد ​رفيق الحريري​، شهيد الثقة والإيمان بطاقات شابات لبنان وشبابه. إن صيدا تعتز وتفخر باستضافتكم اليوم على أرضها ومياهها، في هذا المؤتمر الشبابي الذي يحمل عنوان "بحر لبنان لكل لبنان" من الشمال و​البقاع​ والجبل وبيروت و​الجنوب​ و​اقليم الخروب​، لتحفزوا كل شباب لبنان على التفكير خلال هذا العام بوضع برنامج إحتفالات مئوية لبنان الكبير التي ستنطلق بإذن الله في مثل هذا اليوم من العام 2019 على مدى عام كامل حتى 1 أيلول 2020، واضعين بين أيديكم هذا الإرث الإنساني المتمثل بالتجربة الوطنية العميقة بالإضافة إلى ما أنجزته ​الحكومة اللبنانية​ على مستوى وضع خارطة لبنان البحرية. وإن لبنان بعد الآن لن يكون 10452 كلم2، بل يجب أن تضاف إلى حدوده البرية رسميا الحدود البحرية 22700 كلم2 ليصبح 33152 كلم2. وإنكم مسؤولون عن الإنتقال من لبنان الكبير إلى لبنان الأكبر، كما نضع في عهدتكم مقررات مؤتمر cedar الذي يشمل المشاريع الإنمائية للمناطق كافة، والتي يجب أن تؤسس لاستراتيجية إنمائية مستقبلية على أساس الثروة البشرية الوطنية المتمثلة بشابات لبنان وشبابه، والانتقال من الوزارات السيادية الى السيادة الانمائية، كل منطقة لها حق في ان تؤسس للسيادة الانمائية ولأولوياتها، بالإضافة إلى ثرواته الطبيعية، البرية والمائية من نفط وغاز، لتفكروا بحسن استخدام طاقاتكم الإبداعية وثرواتكم الطبيعية ليكون بحر لبنان لكل لبنان".