رأى نائب الأمين العام لـ"​حزب الله​" الشيخ ​نعيم قاسم​ أنّ "كلّ الشروط الّتي تطرحها ​الولايات المتحدة الأميركية​ من أجل الحلّ في ​سوريا​ لا معنى لها، لأنّ من يطرح الشروط هو المنتصر والولايات المتحدة منهزمة في سوريا ولا يحقّ لها أن تطرح شروطًا، ولا أن تقول إنّ على ​إيران​ و"حزب الله" أن يخرجوا من سوريا، ولا تستطيع أن تفرض معادلات لا في الأمن مع سوريا ولا في أي شيء لأنّ أميركا خاسرة ومن معها خسروا"، مشيرًا إلى أنّ "الأمر يحتاج إلى صبر وإن شاء الله في يوم من الأيام سيتغيّر هذا الواقع طالما أنّنا انتقلنا من مرحلة إعدام وجود سوريا ​المقاومة​، إلى مرحلة الإنتصارات المتتالية لسوريا ومحورها، وأزحنا هذه الغيمة السوداء المقبلة وسيستمرّ النصر ونحقّق المزيد".

ولفت خلال حفل تخريج طلاب "معاهد الأفاق" في ​لبنان​، إلى أنّ "كلّ الجماعات الّتي تراهن على أميركا يجب أن تعيد النظر في هذه العلاقة، لأنّ أميركا تكذب وهي الشيطان الأكبر، والمخادع الأكبر الّذي لا صاحب له والّذي يخون الخيانة الكبرى، والّذي لا يراعي حقوق الطفولة ولا حقوق المرأة بأبشع الصور كما يحصل في ​اليمن​"، سائلًا "أين وقّعت أميركا اتفاقًا مع دولة في العالم ووفت فيه؟". وأكّد أنّها "ستخسر لأنّها ظالمة والظالم يربح جولة وصاحب الحق يربح نهاية الجولة وجولات كثيرة. لا ضمير ولا أخلاق لديها، هم الآن حلفاء مع ​السعودية​ وغدًا سترى السعودية أنّ الضربة الأولى ستكون لها من أميركا".

وركّز قاسم على أنّه "إذا كان الجميع يظنّ أنّ إقرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ "صفقة القرن" التّي تضمّ ​القدس​ ل​إسرائيل​ وإلغاء عودة اللاجئين سيكون عاديًا وستمرّ هذه الصفقة، نقول لكم لا، لأنّ هناك مقاومين فلسطينيين مجاهدين يرفضون "صفقة القرن"".

وفي الشأن اللبناني، شدّد على أنّ "الحكومة هي ضرورة ملحّة في هذه المرحلة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وقد ضاق الوقت ويجب أن ننتهي وننجزها لمصلحة الناس"، منوّهًا إلى أنّه "إذا كان البعض يظنّ أنّ ربط تأخير ​تشكيل الحكومة​ بالخارج أو بأزمات الخارج يؤدّي إلى حل، فنقول له لا إنّما ذلك يؤدّي إلى مزيد من التعطيل، وإذا كان البعض يربط تشكيل الحكومة ب​رئاسة الجمهورية​ ويعتقد أنّ موقعه في داخل الحكومة يهيء له أن يكون رئيًسا للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم".

كما أكّد قاسم أنّ "رئاسة الجمهورية لم تكن يومًا في لبنان مرتبطة بتشكيل الحكومة، فقبل انتخاب رئيس الجمهورية كانت دائمًا تحصل تداخلات محلية وإقليمية ودولية وأحيانًا يكون الحل غير متوقّع قبل 5 أشهر من موعدها، وبالتالي رئاسة الجمهورية لها مسار آخر عندما يحين وقتها. فلا تضيعوا الوقت على أحلام لا يمكن أن تتحقّق من خلال الحكومة".

أمّا في الشأن الإسرائيلي، فأفاد بأنّه "أصبح واضحًا لدى الجميع أنّ إسرائيل لا تستطيع أن تُعلن الحرب على لبنان في أي وقت تشاء، فهذا الموضوع انتهى"، لافتًا الى أنّ "في السابق كانت إسرائيل إذا قرّرت الحرب تخوضها وتأخذ مكتسباتها، أما اليوم فتعتبر أنّ الحرب قد تسبّب لها خسائر ومشاكل وتعقيدات، لذلك هي تنتظر وتفكر، والسبب أنّ المقاومة جاهزة ولديها تصميم على قرار الرد والدفاع بدون الأخذ في الإعتبار أي عنوان سياسي أو ظروف محلية او إقليمية أو دولية. إسرائيل تعلم أنّها إذا اعتدت ستنال الرد وإن شاء الله المقاومة قادرة على الإستمرار وعلى الدفاع فلا عودة إلى الوراء. انتهى زمن التبعية وبدأ زمن المقاومة".