قليل الكلام والتعليق على السجالات الحكومية الدائرة على أكثر من جبهة، هو رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، وقليل الكلام والتعليق عليها أيضاً هو ​حزب الله​. هذا الحياد اللافت لدى الثنائي الشيعي لم يأت من لا شيء، بل بنتيجة قرار متخذ على أعلى المستويات لدى القيادتين وذلك لأسباب عدة، منها ما هو متعلق بحصّة الثنائي الشيعي ومنها ما يرتبط بعدم إستفزاز أي من الأفرقاء الآخرين.

المصادر المقربة من الثنائي الشيعي تفند هذه المصادر على الشكل التالي:

أولاً-بمجرد تقاسم المقاعد الوزارية الشيعيّة بين الحزب والحركة، ومن دون تسجيل أي خرق آخر مرفوض إنطلاقاً من نتائج ​الإنتخابات النيابية​ الأخيرة، كان القرار بعدم التدخل بأي سجال حكومي.

ثانياً-بمجرد إحتفاظ ​حركة أمل​ بحقيبة المالية السيادية، يعني أن الثنائي ضمن المحافظة على التوقيع الشيعي الثالث على المراسيم إضافة الى توقيعي رئيس الجمهورية المسيحي ورئيس الحكومة السني، وهذا ما دفع الثنائي الشيعي الى إتخاذ قرار بعدم التساجل مع أي فريق على خلفية ​تشكيل الحكومة​.

ثالثاً-بمجرد حصول حزب الله على حقيبة الصحة الخدماتية بإمتياز، وهذا ما كان طلبه في بداية المفاوضات، فذلك يعني أنه ضمن دخوله الى اللعبة الخدماتية الإجتماعية من باب الوزارات، وهو قرار إتخذته قيادته، لذلك يتعاطى مع السجالات الحكومية بلا مبالاة.

رابعاً-على صعيد السجال المسيحي-المسيحي الدائر بين ​التيار الوطني الحر​ و​القوات اللبنانية​، لم يتدخل الثنائي الشيعي أولاً لأن لا علاقة له بالحصة المسيحيّة وثانياً لأنه يريد أن يبعد عنه تهمة التدخل بحصص الآخرين، وثالثاً لأن تدخله قد يفسر دعماً للتيار على حساب القوات وهذا ما يمكن أن تستفيد منه القوات وما لا يريده الثنائي الشيعي.

خامساً-على صعيد الكباش الدائر بين رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، وهو الأمر الأكثر حساسيّة بالنسبة الى الحزب والحركة، لم يتدخل الحزب وكذلك الحركة، لعدم إستفزاز الطائفة السنيّة وكي لا يقال بأن الشيعة يستهدفون بتدخلهم صلاحيات رئيس الحكومة و​إتفاق الطائف​.

سادساً-بالنسبة للسجال الدرزي-الدرزي بين النائب السابق ​وليد جنبلاط​ ووالنائب ​طلال أرسلان​، لم يتدخل الثنائي لأن هناك من يخوض معركة رفض حصر التمثيل الدرزي بالفريق الجنبلاطي، وهنا المقصود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر ​جبران باسيل​، وبما أن المعركة تخاض من دون أثمان سياسية، فلماذا خلق مشكلة مع رئيس ​الحزب التقدمي الإشتراكي​؟.

سابعاً-أخيراً، لم يتدخل الثنائي الشيعي بالسجال الدائر بين النواب السنّة من خارج عباءة ​تيار المستقبل​ لأنه على شبه يقين بأن تمثيلهم صعب في الحكومة لسبب توزّعهم على أكثر من كتلة وتكتل نيابي، ولأن السقف السياسي لهذا السجال هو التأكيد للرأي العام اللبناني والإقليمي بأن الحريري لم يعد الممثل الوحيد للسنّة في لبنان.

لكل ما تقدم يعتمد الثنائي الشيعي ​سياسة النأي بالنفس​ عن السجالات الحكومية ويطبقها بحذافيرها، حتى لو أنه لا يفوت مناسبة والإ ويصدر فيها المواقف التي تشجع على التسريع بعملية تشكيل الحكومة.