عبّر النائب عن "​القوات اللبنانية​" وهبة قاطيشه عن أسفه لعودة الأمور الى نقطة الصفر بالملف الحكومي بعد تقديم رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ صيغة جديدة الى رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ لم يوافق عليها، معتبرا أنه بات واضحا وجود فريق يضع العصي في دواليب الحريري ويشكل العقدة الاساسية التي تعيق عملية التأليف.

وشدد قاطيشه في حديث لـ"النشرة" على أن حزب "القوات" أكثر فريق قدم تنازلات لتسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلّف، وكان ولا يزال من أبرز المتعاونين معه، "لكننا وصلنا الى خطوط حمراء لم يعد يمكن تجاوزها، واذا اعتقدوا أنهم يمونون علينا لنقدم المزيد ظنّا أننا نقوم بذلك عن ضعف، فهم مخطئون تماما". وقال: "كل ما قمنا به لم يتلقفه الفريق الآخر الذي يسعى للتسلط والقبض على السلطة"، معتبرا أن "هناك من يحاول الاطباق على ادارات ومؤسسات الدولة على طريقة (الرئيس السوري بشار) الاسد في سوريا و(الرئيس الليبي الراحل معمّر) القذافي في ليبيا من دون أن يتعّظ من كل التجارب المريرة".

واستغرب قاطيشه ربط البعض للملف الحكومي بالانتخابات الرئاسيّة المقبلة، مؤكدا على ان "القوات" يعي تماما أن الحديث الجدّي بخصوص رئاسة الجمهورية يتمّ قبل شهرين أو ثلاثة وليس قبل أربع سنوات، لافتا الى انه اذا كان هناك حقيقة من يعتقد أنه من خلال حصصه الحكومية قادر على حسم نتائج الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، فهو مخطىء تماما. وقال: "لا شك أن حديث نائب الامين لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بهذا الخصوص موجه لوزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ وليس لنا كـ"قوات" لأننا نعرف تماما الواقع اللبناني ونتصرف على هذا الاساس".

وأشار قاطيشه الى ان المعركة الرئاسيّة أشبه بالماراثون، فاذا بدأنا الركض وبسرعة كبيرة بوقت مبكر، لن نتمكن من بلوغ النهاية. ورأى أنه "في هذا الوقت، نحن لدينا مشروع واضح للبلد نسعى لتنفيذه وقد انتخبنا على أساسه، وبالتالي لن نفرّط بمن وضع ثقته فينا بالتنازل عن حقوقه".

وأكد قاطيشه أن حزبه لا يزال يحيّد رئيس الجمهورية عن المواجهة مع باسيل "باعتبار ان الاخير هو الذي يوزع الحصص والادوار بالوقت الراهن، ولكن اذا توجّه الينا الرئيس عون بالقول أنه لا يحقّ لنا الحصول على حصّة أو وزارة معينة، فعندها سيكون هناك حديث آخر". وأوضح، "نحن لم نطّلع على تفاصيل الصيغة الحكومية التي تقدم بها الحريري للرئيس عون، فكل ما يعنينا اننا تحدثنا مع رئيس الحكومة المكلف، واتفقنا معه على صيغة معينة ومسار محدد". وأضاف: "نحن لا يمكن أن نقدّم أي تنازل جديد بعد موافقتنا للحصول على 4 وزارات أساسيّة من دون أي وزارة سياديّة، فاذا كنا كما يؤكّدون نمثل 32% من المسيحيين وهم يمثلون 55% فذلك لا يعني حصولهم على حصة مضاعفة لحصتنا".

ونبّه قاطيشه من محاولات لالغاء "القوات" من خلال الاحراج بهدف الاخراج، لافتا الى أن كل القوى السياديّة مستهدفة حاليا في البلد انطلاقا منا كـ"قوات لبنانية" وحزب "تقدمي اشتراكي" ورئيس الحكومة المكلّف. وواستطرد بالقول "يبدو واضحا ان السوريين يحاولون العودة الى لبنان من البوابة الحكوميّة بعدما أخذوا حقنة أوكسيجن في الأشهر الـ3 الماضية".

واعتبر قاطيشه أن "العهد يتآكل من الداخل من خلال رهن مصيره بوزير اضافي او وزارة اضافية"، لافتا الى انها "سياسة تدميريّة للذات"، و"بالنهاية اذا كان الرئيس عون حقيقة بيّ الكل، فالمطلوب أن يستوعب الجميع ويُطعم أولاده أولا قبل أن يأكل هو".