ذكرت الاوساط السياسية والشعبية لـ"الجمهورية" التفسيرات التي تؤخر عملية ​تشكيل الحكومة​ ولخصتها بسببين، "الاول هو الوضع الاقليمي المأزوم والذي ينذر بجولات تصعيد جديدة على مختلف الجبهات المشتعلة"، ويشير اصحاب هذا التفسير الى انّ "الجهات الاقليمية المعنية لا مصلحة لأيّ منها بولادة حكومة لبنانية لا تكون تركيبتها داعمة لها، ف​الولايات المتحدة الاميركية​ إضافة الى حلفائها الاقليميين يريدون حكومة ترفع الغطاء عن "​حزب الله​" وحلفائه وعلى رأسهم ​ايران​، خصوصاً في حال تفجّرت الاوضاع في لبنان والمنطقة عموماً"، موضحةً أنه "في المقابل، ايران وحلفاءها يريدون حكومة تغطي الحزب وتغطيهم جميعاً، خصوصاً أنهم يعتبرون أنفسهم قد انتصروا في كل المعارك على كل الجهات في المنطقة، وان المستقبل هو لمحورهم".

وأوضحت ان "المواجهات الاقليمية الكبرى آتية، وستدور خصوصا بين الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها من جهة، وبين ايران وحلفائها، وربما تكون ​روسيا​ بينهم، من جهة أخرى، ولذلك لا يريد الاميركيون ان تكون ​الحكومة اللبنانية​ ​الجديدة​ بتركيبتها نوعياً او عددياً طابِشة لمصلحة "حزب الله" وايران وحلفائهما، لأنها في هذه الحال ستكون بكل مكوناتها السياسية عدوة للولايات المتحدة الاميركية، من وجهة نظر ​واشنطن​".

وذكرت الأوساط ان "التفسير الثاني، فإنّ أصحابه يحصرون أسباب تأخر ​الولادة​ الحكومية بالخلافات المستحكمة والدائرة بين الافرقاء السياسيين المعنيين حول الحصص من المقاعد الوزارية، وكذلك حول نوعية الحقائب التي ستعطى لكل فريق منهم، فضلاً عن الخلاف على الثلث، أو الأثلاث المعطِّلة"، معتبرةً أن "تذرّع البعض بالاوضاع الاقليمية إنما الغاية منه هو التعمية عن مصالح واهداف الجهات الخارجية من تأخير التأليف، وكذلك هروب هذا البعض الى الأمام والتملّص من اعطاء الحقوق التمثيلية لأصحابها في ضوء نتائج ​الانتخابات النيابية​ الاخيرة التي جرت وفق النظام الانتخابي النسبي".

ونوهت الى ان "ايران وحلفاءها يشعرون في ضوء التطورات المتلاحقة، انّ ساحات المنطقة ستشهد مزيداً من التصعيد في قابل الاسابيع والأشهر. ولذلك يرغبون، بل يدفعون، في اتجاه ان تكون الحكومة العتيدة بتركيبتها ضامنة لهم، وخصوصاً لحزب الله".