لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ ​أحمد قبلان​، ممثِّلًا رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ الشيخ ​عبد الأمير قبلان​، خلال افتتاح لجنة أوقاف ​الطائفة الشيعية​ في ​برج البراجنة​ ملعبًا رياضيًّا، برعاية رئيس المجلس، إلى أنّ "لا شكّ ولا ريب أنّ الرياضة أمر ممدوح ومطلوب وضرورة لطاقة الشباب ولحقوقهم، كذلك رياضة النفس، وكيف الحال إذا كان الملعب ملعبًا للوقف، فهذا يزيدنا تأكيدًا على دور الشباب وهمّتهم وواجب رعايتهم، لأنّ الله يريد للشباب القيام بوظائفهم الاجتماعية والأخلاقية والتربوية جنبًا إلى جنب مع دورهم الترفيهي والرياضي، تنفيذًا لمشاريع الطاقات الإيجابية".

وأشار إلى أنّه "يؤكّد أيضًا على دور الوقف كوظيفة إجتماعية وتنموية وتربوية ورياضية وغير ذلك، ويفترض أن يتشكّل وفق مبدأ الأولويات، لأنّ منطق الدين بمصالح الإنسان يعني توظيف الطاقات والإمكانات الوقفية وغيرها بالميادين النفعية للإنسان"، مشدّدًا على أنّ "العمل وفق مصالح الشباب حاجة ماسة، خصوصًا وأنّ بيئتنا الإجتماعية تعاني من وحش ​البطالة​ ومرض الفراغ وتراكم الأسباب الجرمية، في ظلّ سلطة سياسية مصابة بالشلل والإهمال وتمارس ​سياسة​ الهروب من الواقع".

ونوّه الشيخ قبلان إلى أنّ "من هنا، نحن نشجّع كلّ المبادرات الفردية والعامة ومبادرة الهيئات المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والوقفية وغيرها، فهذا أمر لازم ومهمّ لإنقاذ ناسنا وأهلنا، وبالأخص جيل شبابنا، فالموضوع الرياضي مصلحة أكيدة لأنّ ما أصاب شبابنا يكاد يتحوّل إلى كارثة نفسية وأزمة سقوط بمختلف نواحيه".

كما طالب بـ"تفعيل مشاريعنا الذاتية ومبادراتنا النفعية والتنموية، كأساس لحماية ما تبقّى من شروط بقاء المواطن، وهذا ما يفتح الباب على السلطة للقول: إنّنا نريد سلطة بحجم مأساة الوطن ومصالح الناس وظروف البلد وضياع شبابنا وحرائق المنطقة، وهذا يفرض علينا وبخاصة على أهل السياسة عدم التلهّي بتقسيم الكعكة، لأنّ البلد وبيئته وظروفه الاجتماعية والاقتصادية والشبابية على حافة الإنهيار، والحكومة دفاع أول".

وركّز قبلان على أنّ "الإصرار على ذهنية تقاسم البلد بحسابات طائفية وحزبية وتوزيع الحصص الوزارية بعيدًا عن مصلحة البلد ووجع الناس يعني أنّنا أمام كارثة مستفحلة، لا ينقذنا منها إلّا التضامن الوطني، كما أنّ تعامل القوى السياسية مع ​الجنوب​ و​البقاع​ والشمال و​بيروت​ و​جبل لبنان​ على أساس أنّها مناطق نفوذ لهذا الزعيم أو لذاك، فهذا يعني أنّنا أمام نفق مظلم مخيف لا حدّ له".

وشدّد على "أنّنا نطالب الجميع بالعمل على المواطن وعلى وجعه وعلى تعاسته وعلى ظروفه الصعبة وعلى طاقاته المدمرة وعلى آماله المسحوقة وعلى ضياعه وفراغه في القطاعات كافة، على قاعدة أنّ ما يمكن إنقاذه اليوم قد لا يمكن إنقاذه غدًا"، لافتًا إلى أنّ "مقولة "أنا وطني أكثر من غيري"، يجب أن تُترجم بالأعمال وليس بالخطابات والشعارات الرنانة، فواقع البلد مأساوي، والأمل بعد الله على وعي ناسنا وأجيالنا، وبالخصوص جيل الشباب الّذي يفترض أن نحميه وأن نحفظه وأن نؤمن مصالحه، وليس مصالح بعض أهل السياسة والشركات العائلية".