منذ اغتيال الرئيس ​رفيق الحريري​ والخروج السوري من ​لبنان​ في نيسان 2005 وتتكرر "ظاهرة" التحذيرات الاميركية للمواطنين الاميركيين المنتشرين في دول العالم وخصوصاً في البلدان التي تشهد اضطرابات سياسية وامنية كدول ​افريقيا​ وآسيا ومنها ​سوريا​ ولبنان.

بيان ​الخارجية الاميركية​ الاخير منذ ايام لم يحد عن "العادة" السنوية والفصلية التي تعتمدها السلطات الاميركية للتوجه لمواطنيها لحمايتهم من الخطر الامني وعدم تعريض سلامتهم وحياتهم للخطر. وهو مرتبط وفق اوساط امنية لبنانية بإجراءات وتدابير "روتينية" تقوم بها ​الولايات المتحدة​ وليس بالضرورة ان تكون مرتبطة بخطر داهم حالي وحوله معطيات محددة.

وتؤكد الاوساط على ان ​الاجهزة الامنية​ اللبنانية لا تربط عملها بالظروف السياسية اي ان العمل الامني هو "فرض" يومي ولا يتوقف مهما كانت الظروف من الجوانب التقنية واللوجستية اما الجانب السياسي فهو امر متروك للسلطة السياسية لكن الامن واستقراره مرتبط فعلاً بالهدوء السياسي لكن الجانب الامني لا يتوقف ولا ينتظر السياسة ليكون الناس والبلد بمأمن.

وتشير الاوساط الى ان لا معلومات عن وجود نوايا لاعمال تخريبية وتصرف خلايا نائمة لداعش بشكل انتقامي وبتفجيرات ارهابية وانتحارية بعد محاصرتها في الجانب السوري، ولكن الاحتياط والحذر واجبان مع سلسلة اجراءات وقائية واتخاذ تدابير وقائية وملاحقة اي "خيط" متعلق بالتكفير و​الارهاب​. فالاجهزة الامنية متأهبة حالياً وتأخذ اي تفصيل امني او معلومات مهما كانت صغيرة على محمل الجد وتتابعها بالاضافة الى الامن الوقائي المتقدم.

وتشير الاوساط الى ان الاجهزة الامنية الاميركية عادت ما تبلغ كل من ​استخبارات الجيش​ و​الامن العام​ و​شعبة المعلومات​ اي معلومة عن حراك تكفيري او ارهابي او حركة مشبوهين من خارج لبنان اليه. وحتى صدور البيان الاميركي لم نتبلغ بمعطيات "خارجة" عن المألوف.

في السياسة تصر اوساط سياسية في الثنائي الشيعي على ان البيان الاميركي ليس ساذجاً او بريئاً وهو يحمل في طياته اشارات متعددة وغير مسبوقة واكبر من بيان تحذيري "روتيني" وهو مرتبط بتغيرات المنطقة وفشل كل المخططات الاميركية بإضعاف محور ​المقاومة​ من سولاريا الى ​ايران​ ف​حزب الله​. وتقول الاوساط ان التوقيت مرتبط داخلياً بتأليف ​الحكومة​ وبات معروفاً حجم الضغوط الاميركية التي تبذل لمحاصرة حزب الله والضغط عليه في تأليف الحكومة ونزع "الشرعية" عنه سياسياً وحكومياً كما تأتي في ظل فشل انجاز صفقة القرن عملياً تصدي حزب الله ولبنان لها بالاضافة الى طرح ملف سلاحه ومستقبل الصراع مع العدو مع استمرار العدو في انتهاك الحدود البرية الحدودية والتعدي على البلوكات النفطية وفشل الوساطة الاميركية بالسطو على نفط لبنان لمصلحة العدو بعد تصدي لبنان لها وخصوصاً الرئيسين ​ميشال عون​ و​نبيه بري​ وحزب الله ومنع تمرير اي صفقة لترسيم الحدود البرية والبحرية واقامة جدار عازل بين لبنان و​فلسطين المحتلة​ بما يكرس شرعية الاحتلال وينتزع اعترافاً بوجوده.

وتنبه الاوساط من وجود اشارات اميركية في البيان الى جملة من الاحداث التي حصلت سابقاً من عدوان تموز والتخويف بحرب اسرائيلية جديدة على لبنان والدعوة الى عدم الاقتراب من الحدود الجنوبية كما التحذيرمن هجمات ارهابية ضد مراكز حكومية وسياحية ودينية بالاضافة الى التقليل من قدرة اجهزة الامن اللبنانية على حماية استقرار لبنان والرعايا الاميركيين.

وتصف الاوساط ان البيان الاميركي يتضمن تهديدات مبطنة للبنان والحكومة ولرئاسة الجمهورية فالاستقرار الحالي يمكن هزه وفق البيان بعمليات تفجيرية وكذلك رفع الغطاء عن ​التسوية الرئاسية​ بما يحاصر عون ويمنع تشكيلة الحكومة.

وتقول الاوساط ان على لبنان رفض ما يجري من ابتزاز اميركي في ملفات ​الاونروا​ ووقف التمويل الاميركي الى الترويج لصفقة القرن وتقاسم الثروة اللبنانية مع العدو الصهيوني و​اميركا​ والدخول مباشرة على الملف المالي والتلويح بعقوبات جديدة ضد حزب الله. وتكشف الاوساط ان هناك تحضيراً من قبل ​8 آذار​ للتشاور مع زير الخارجية ورئيس الجمهورية للقيام بخطوات مقابلة للبيان الاميركي ووقف كل اشكال التهويل والتخويف للبنانيين وكف اليد الخارجية عن التدخل للتمكن من تشكيل حكومة متوازنة ومقبولة وطنياً من الجميع.