رأى ​الرئيس ميشال عون​ في كلمة له في الاحتفال الذي تقيمه ​جامعة سيدة اللويزة​ لمناسبة تأسيسها، ان "​حرية التعبير​ حق مقدّس، ولكن هناك أيضاً مقدّسات أخرى لا يجب أن تغيب عنكم، وأولها الحقيقة التي هي سقف الحرية، فحرية التعبير إذا جافت الحقيقة لا تعود حرية بل تصبح افتراءً واعتداءً معنوياً"، لافتا إلى انه "هناك أيضاً كرامة الإنسان وسمعته، هي أيضاً من المقدسات، ولا يحق لأحد الاعتداء عليها، فالشتيمة وبذاءة الكلام لا يندرجان في إطار حرية التعبير، وكذلك تشويه السمعة".

واعتبر الرئيس عون ان "التنافس السياسي صحي، وكذلك الاختلاف في الرأي، وهما ضرورة للحياة الديمقراطية. ولكن، احذروا الخلط ما بين الاختلاف والعداوة، فخصمك السياسي ليس عدوك، هو شريكك في الوطن وكلاكما تعملان من أجل مصلحة هذا الوطن وإن اختلفت مقاربتكما وسبل العمل".

وأضاف "أدرك غيرتكم الوطنية، المجبولة بالقلق على المستقبل لأن الأوضاع تبدو غائمة وبعض طرق التغيير مقفلة بالنسبة إليكم، لكنني أود تذكيركم بأنكم أنتم قوة التغيير الحقيقية، فلا تتنازلوا عن هذا الدور"، واعدا "بالعمل بأقصى امكاناتي، لتوحيد جهود المسؤولين السياسيين لمواجهة الفساد الذي يعطب كل مفاصل الوطن، والتوافق على خطة وطنية للنهوض الاقتصادي لتأمين فرص عمل إضافية لكم".

وأكد الرئيس عون أنه "مع انطلاقة عمل الحكومة العتيدة التي نأمل في ولادتها القريبة، سنبدأ مرحلة جديدة من العمل والانتاج الوطني الجاد، للتخلص من أثقال الماضي السياسية والاقتصادية، واللحاق بركب الحداثة". وأضاف "أعوِّل بشكل كبير ايضاً على مواكبة الجامعات اللبنانية لخطوات النهوض الاقتصادي عبر تكييف اختصاصاتها مع حاجات سوق العمل، لعدم تخريج عاطلين عن العمل في بلادهم، ما يدفعهم إلى سلوك درب الهجرة".

من جهة أخرى لفت الرئيس عون إلى ان "الإدمان على الانترنت وعلى الشاشة وعلى العالم الافتراضي، أوجد عزوفاً لدى الشباب عن العالم الحقيقي وعن التعاطي الجدّي بالشأن العام، فتدنّى مستوى الوعي السياسي والثقافة السياسية لدى قسم كبير منهم، ليُختزل أحياناً بسجالات متعصّبة وفارغة إلا من التطرّف والتحريض وبذاءة الكلام".