شدّد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ​ملحم الرياشي​ على أنّ "على مستوى القواعد العونية- القواتية وحتّى على مستوى الرأي العام المسيحي المستقل، فإنّ الكلّ حريص على المصالحة المسيحية- المسيحية، وإن كانت هناك بعض جيوش إلكترونية منظّمة لا تقدّم ولا تؤخّر تلعب على هذا الوتر أحيانًا، مع يقيننا أنّ من يحرّك هؤلاء يعرف ويدرك أنّ من يخرج عن المصالحة سوف تلحقه لعنة التاريخ والأجيال".

وذكّر الرياشي في حديث صحافي، بكلام لرئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ وقبله لرئيس الجمهورية ​ميشال عون​ عن أنّ "الإختلاف في ال​سياسة​ ممكن كما الإتفاق، أمّا المصالحة فمقدّسة"، لافتًا إلى أنّ "هذا الموضوع خط أحمر لدى ​بكركي​ كما لدى ​معراب​ وبعبدا".

وركّز على أنّ "المصالحة شيء والتفاهم السياسي شيء آخر. هذا التفاهم علَّقه باسيل بإرادة شخصية منه، وكونه رئيس "التيار الوطني" فلا يمكن لأي تفاهم أن تنجزه جهة واحدة"، مشيرًا إلى أنّ "لا حديث جديًّا في السياسة مع "التيار" إذا لم يكن تحت سقف "اتفاق معراب""، معربًا عن استغرابه مّما "يُحكى عن ارتباط عملية ​تشكيل الحكومة​ بالمعركة الرئاسية المقبلة"، مؤكّدًا أنّ "الموضوع ليس مطروحًا على الإطلاق بهذه الطريقة، وعلى أنّ لا خلفيّة للخلاف الحكومي إلّا ما يرتبط بالحكومة نفسها". وأوضح "أنّنا قدّمنا كلّ التسهيلات الممكنة الّتي وصلت إلى حدود التضحيات، ولم نعد نستطيع أن نفعل أكثر ممّا فعلنا، وباعتبار أنّ التصفيق لا يمكن أن يحصل بيد واحدة؛ فنحن نحتاج إلى شريك يتفاعل معنا ويسهِّل مهمّة رئيس حكومة تصريف الأعمال المكلف تشكيل الحكومة، وهذا لا يتمّ من خلال الإكثار من المطالب والمطالبة بما هو ليس حقًّا".

ولا يحبّذ الرياشي الحديث عن "حرب إلغاء جديدة يخوضها "التيار" على "​حزب القوات اللبنانية​" وإن كان بشكل وأدوات مختلفة"، مبيّنًا أنّ "صفحة الحرب طُوِيت إلى غير رجعة، ولن نقبل بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء لأنّ في النهاية، "القوات" و"التيار" إخوة ومكوّنان أساسيّان في المجتمع المسيحي إلى جانب مكوّنات أخرى، وبالتالي يجب أن يتفاعلا سياسيًّا لأنّ الإستعاضة عن "القوات" تركت خللًا داخليًّا سواء على المستوى المسيحي أو الوطني".

ونوّه إلى أنّ "هذا التلاقي العوني - القواتي قد أعاد الاعتبار ل​رئاسة الجمهورية​ كما إلى التوازن الوطني ببعديه السياسي والنموذجي، ونحن حريصون كلّ الحرص على هذا التوازن وعلى العلاقات الطبيعية مع "الوطني الحر"، لذلك نعود ونطالب قيادة التيار الالتزام بما وقعّت عليه في "ليلة معراب" الرئاسية لأنّه حقّ لنا عليها"، مشدّدًا على أنّ "من المؤسف أنّ البعض يطالب بما هو أكثر من حقّه في الحكومة، ومن يفعل ذلك ينتهك عن قصد حقوق الآخرين ويعطّل رئيس الحكومة المكلف".