اشار الامين العام للحزب الشيوعي ​حنا غريب​ في كلمة له في حفل بمناسبة لذكرى ال 36 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جمول في حولا الى ان "الرصاصات الأولى أسقطت "جمول" المؤامرة الإمبريالية الصهيونية الرجعية بجعل لبنان قاعدة التآمر ضد كل الشعوب العربية وقواها التقدمية والوطنية وضد الشعب الفلسطيني فانطلاقة المقاومة الوطنية وما تلاها من انطلاقة للمقاومة الإسلامية وانجازاتهما في التحرير والانتصار على العدو الصهيوني أحبطتا تلك المؤامرة ونحن نفتخر بهذا التاريخ ونحتفل بالمناسبة وسنبقى نحتفل عاما بعد عام ليس فقط من أجل تمجيد الماضي والتاريخ بل من أجل البناء عليه وتطويره وهذا هو الهدف المطلوب وهو التحدي الراهن بالنسبة لنا"، مضيفا: "خيار المقاومة في الحزب واجب وطني استجابة لطموحات اللبنانيين بالاستقلال والسيادة ولحاجات شعوبنا العربية بالتحرر الوطني والاجتماعي وهو خيار كرسه المؤتمر الثاني بتأسيس قوات الأنصار ليستمر مع الحرس الشعبي وبعدها مع جمول ليرفع المؤتمر الحادي عشر مهمة النضال من اجل مقاومة عربية شاملة على المستوى القومي عموما وعلى مستوى كل بلد عربي، ليتكاملا معا مشروعا واحدا للتحرر الوطني والاجتماعي مقاومة متعددة الأشكال بما فيها المقاومة المسلحة لإسقاط المشروع الأميركي - الصهيوني وأدواته من الأنظمة الرجعية".

ورأى ان "صفقة القرن هي الخطة التنفيذية للشرق الأوسط الجديد بعدوانيته قتلا وتدميرا وتشريدا وتقسيما لشعوبنا العربية والمنطقة من سوريا إلى العراق واليمن والسودان والصومال وبدءا من فلسطين لتصفية قضيتها بفتح بوابة التطبيع والتحالف مع العدو الصهيوني وإقامة دولة الفصل العنصري (قانون القومية) بعد اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وفي محاولة أقفال وكالة غوث اللاجئين الأونروا لإلغاء حق العودة وفرض التوطين لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي".

وشدد غريب على "ان العمل لبناء جبهة مقاومة عربية وشعبية شاملة في مواجهة هذا المشروع هي مهمة راهنة مقوماتها انتفاضات شعوبنا العربية التي شكلت رسالة واضحة إلى كل القوى والأحزاب اليسارية والتقدمية في منطقتنا، وبضرورة توحيد جهودها وطاقاتها لمواجهة المشروع الأساس ولإسقاط صفقة القرن على أساس الربط بين النضال الوطني التحرري والنضال من أجل التغيير الاجتماعي والسياسي فالمعركة في هذا المجال واحدة مترابطة ولا تقبل التجزئة. وحتى يتحقق ذلك هناك شروط: تبدأ بإنضاج الظروف المؤاتية لبناء اليسار العربي كمشروع بديل جذري يشكل خيارا انقاذيا مستقلا قبل كل شيء فيفرض هو على الآخرين ان يختاروا بين مشروعه وسائر المشاريع بدلا من ان يفرض عليه دوما الاختيار بين هذا أو ذاك من المشاريع يسار منفتح بعد ذلك، على كل أشكال التعاون والتنسيق مع كل القوى المقاومة الأخرى، أي أن يكون يسارا ذات هوية واضحة ونقية متمسك بقيمه في تصديه للإمبريالية والصهيونية، وفي نضاله من أجل فك التبعية الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وفيا للديموقراطية، وللنضال من أجل العلمانية، فلا ديمقراطية بدون علمانية. شرطان متلازمان لقيام دول عربية علمانية مقاومة لا من اجل قيام دول على أساس ديني وطائفي وأتني تبرر للكيان الاسرائيلي دولته العنصرية"، مشيرا الى أنه يكون في طليعة النضال ضد الاستغلال، ومن أجل مصالح الجماهير الكادحة الآنية في تحسين شروط عيشها، وفي خوض معركته ضد أنظمة القمع والاستبداد، وبدون أي اعتماد على الامبريالية الأقرب إلى التعامل والتحالف مع هذه الأنظمة والا ستبتلعه".