اعتبرت شخصية مسيحية قريبة من ​معراب​ عبر صحيفة "الجمهورية" أن "اللهجة المعتدلة التي توجّه بها رئيس حزب "​القوات اللبنانية​" ​سمير جعجع​ الى "​حزب الله​" في قداس يوم الأحد تعكس رغبةجعجع في فتح الابواب أمام "حزب الله" على قاعدة العودة من ​سوريا​ وبقية جبهات المنطقة، الأمر الذي سيؤدّي عندها الى اتّساع المساحات المشتركة تلقائياً"، معربةً عن اعتقادها أنّ "مخاطبة جعجع للحزب بالإخوان كانت مقصودة عن سابق تصوّر وتصميم، انطلاقاً من اقتناعه بأنّ الحزب هو في نهاية المطاف شريك في الوطن، والمطلوب عودته الى الوطن".

ولفتت إلى أن "نبرة جعجع المرنة حيال الحزب، في هذا التوقيت تحديداً، انّما تندرج بالدرجة الاولى في اطار محاولة تحصين لبنان وتحييده عن عواصف المنطقة التي قد تشتدّ لاحقاً، وكأنّ جعجع يعرض على الحزب تبادل الحماية تحت سقف المعادلة الآتية: "إنت تحميني وأنا أحميك"، معتبرةً أن "الحزب مدعو الى تفهّم مشاعر شريحة من اللبنانيين ترفض التطبيع مع ​النظام السوري​، وهو مُطالب بأن يستخدم نفوذه لمنع عودة التدخّل السوري في الشأن اللبناني".

وأشارت الشخصية إلى جانب آخر في خطاب جعجع، يتعلّق بالساحة ​المسيحية​ تحديداً، ملاحظة انّ "الأخير أراد عبر تمسّكه بالمصالحة أن يقول لجمهور "التيّار الوطنيّ الحرّ" انّ المشكلة الحالية هي مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ​جبران باسيل​ حصراً، ولا توجد في الأساس أزمة بنيوية مع التيّار، وانّه حتى نزاعات الماضي كانت بمثابة عوارض جانبية، وليست أصل القضية التي كانت ولا تزال تحملها "القوات اللبنانية".

وأضافت: "انفتاح جعجع على كلّ من رئيس ​مجلس النواب​ نبيه برّي ورئيس "​الحزب التقدمي الاشتراكي​" النائب السابق ​وليد جنبلاط​ ورئيس تيار "المردة" النائب السابق ​سليمان فرنجية​، الى جانب تمكّنه من استعادة التحالف المتين مع ​الحريري​، وتخفيف التشنّج مع "حزب الله"، كلّها مؤشرات توحي بأنّ العماد ​ميشال عون​ ربح الرئاسة بينما جعجع يتمدّد في الجمهورية عبر شبكة من التحالفات والتقاطعات السياسية".