أكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال النائب ​بيار بو عاصي​، في كلمة له خلال مواصلة جولته لليوم الثاني في محافظة ​بعلبك الهرمل​، لتفقد المشاريع المنفذة من قبل الوزارة والممولة من جهات دولية، "انني من عشاق الآثار، وقد زرت الكثير من البلدان، لكن آثار بعلبك لا مثيل لها حتى في روما، وقلعة بعلبك هي جزء أساسي من هويتنا الجماعية، وأضافت إليها المهرجانات الحركة الثقافية والسياحية، ولكن للأسف لا تستفيد من حركة المهرجانات المدينة والمنطقة".

وذكر بو عاصي "اليوم انا ضمن هذه الجولة زرت مجموعة من القرى في محافظة بعلبك الهرمل، وسميت بعلبك مدينة العيش المشترك، ولكن بعلبك هي اكثر من ذلك، هي مدينة التاريخ المشترك والهوية المشتركة واهميتها بتفاعل أبنائها مع بعضهم البعض بشكل دائم"، لافتاً الى ان "التمييز بين منطقة واخرى في لبنان غير وارد في قاموسنا، بعلبك مثل النبطية ومرجعيون والقاع ودير الاحمر وعرسال، ومثل العبادية ضيعتي، فأنا نائب منتخب في منطقة بعبدا لكني نائب لكل الشعب اللبناني".

كما نوه الى ان "البعض لامنا لاننا لم نقم بهذه الجولات قبل ​الانتخابات​، فهذه الجولات مرتبطة بالموضوع الانمائي، وبصراحة لاني وزير للشؤون الاجتماعية ومسؤول عن الادارة الانسانية للملف السوري، وصار في يدي كل المشاريع الانمائية الممولة من المانحين، لم اسمح لنفسي بزيارة القرى والمناطق قبل الانتخابات كي لا يعتقد احد انني أتيت للحصول على اصوات الناخبين".

وذكر بو عاصي ان "​وزارة الشؤون الاجتماعية​ ليست ملكا لأحد بل هي ملك الشعب اللبناني، ومهما فعلنا نبقى مقصرين، لذلك كان القرار واضحا لدي بأن أقوم بالجولة بعد الانتخابات للاطلاع على المشاريع التي انجزت بإشراف وقيادة وزارة الشؤون الاجتماعية ضمن مشروع دعم المجتمعات المضيفة، وشركاؤنا هم اولا وبشكل اساسي برنامج ​الامم المتحدة​ الإنمائي undp الى جانب شركاء آخرين"، موحضاً "اننا نحدد المشروع والمكان الذي ينفذ فيه نسبة للاحتياجات، فاللبناني فقط يقرر حاجته ولم نقرر اي شيء الا بعد الرجوع الى السلطات المحلية في تحديد الاحتياجات".

وتابع بالقول ان "المشروع الذي تم اختياره لهذه المنطقة العزيزة علينا هو مشروع الطرقات الزراعية الذي تبلغ قيمته مليونا ومئتي الف دولار، وقد نتوصل قريبا الى أبعد من ذلك بزيادة 385 الف دولار. وأنا فخور بأن هذا المشروع هو أكبر مشروع طرقات زراعية نفذ في لبنان حتى الآن"، مشيداً بـ"مركز الخدمات الانمائية في بعلبك، لافتاً الى انه "يعمل بشكل ممتاز وتقييم عمله ايجابي، ولكن كلما استطعنا ان نحسن ونطور يكون ذلك افضل. ويجب ان نبقى في حلقة ايجابية دائمة من التطوير".

كما اوضح "انني دائما حريص على اعطاء أمل للناس، والمعروف ان اللبناني يستخرج من الضعف قوة، ولكن الوضع صار مقلقا لذا المطلوب الاهتمام اكثر بالاطراف وتحديدا بمنطقة بعلبك الهرمل وهناك مشاكل عدة لجهة الاستقرار، النمو، تصريف الانتاج، المياه، البيئة، وبما انني لا استطيع الانسلاخ عن ​الحكومة​ فأنا جزئيا مسؤول عن ذلك لانني احد اعضائها".

وشدد على ان "هناك مشكلة فعلية على المستوى البنيوي بخصوص المياه، فكل الحضارات نشأت على المياه واغلب الحروب سببها المياه"، منوهاً الى ان "اليوم الليطاني ملوث وهناك مسؤولية على الجميع جزء منها على الدولة وجزء يتحمله الناس انا مع فكرة تنظيف ​نهر الليطاني​ وكل مجرى مياه، لكن المطلوب التوقف عن تلويث الليطاني، يجب ان نبدأ من مكان ما، ونحن جاهزون لنحمل صوتكم ونقله الى ​مجلس النواب​ فهذا اول لقاء بيننا ولكن اعتبروا ان صوتي وصوت النائب حبشي لكم في مجلس النواب لتحسين ظروف المنطقة".

ثم تفقد بو عاصي مركز الخدمات الإنمائية في بعلبك، والطريق الزراعية في سهل إيعات ضمن برنامج "دعم المجتمعات المضيفة"، وهي واحدة من سلسلة طرق زراعية تنفذ في بلدات عدة في بعلبك.

من جهته، ذكر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب انطوان حبشي، في كلمة له خلال مشاركته بالجولة التي قام بها بو عاصي، أن "موضوع المياه أساس في هذه المنطقة التي تشكل الزراعة الدعامة الرئيسية لاقتصادها، لذا لا بد من إيلاء موضوع السدود لتجميع المتساقطات في فصل الشتاء والاستفادة من المياه خلال فترة الجفاف، وتنفيذ سد العاصي في الهرمل الذي يؤكد الرئيس بري أن لبنان يستفيد بموجب الاتفاقية بشأنه من حوالي 50 بالمئة في حين أننا نستفيد حاليا بنسبة أقل من واحد بالمئة من مياه العاصي. هذا المشروع يسمح بري ما بين 6400 و7200 هكتارا من الأراضي الزراعية، مما يساهم في حل قسم كبير من مشاكل ​المزارعين​ في البقاع الشمالي".

واشار الى انه "تعاني منطقة بعلبك الهرمل من إهمال وحرمان مزمن، من هنا المطلوب أن تعطى مع منطقة عكار الأولوية، وأن تميز ب​الموازنة​ المخصصة لها وبالانفاق وبالمشاريع لمدة ثلاث أو أربع سنوات على الأقل"، منوهاً الى "مشكلة محطة التكرير للصرف الصحي في بلدة إيعات".

واعتبر ان "أسوأ ما في الأمر أن بعض المزارعين يستخدمون مياه الصرف الصحي لري مزروعاتهم، لذا يجب الإسراع في معالجة هذه المشكلة وانعكاساتها السلبية على صحة المواطنين وعلى بيئتنا".