أكد النائب ​أسامة سعد​ خلال احتفال أقيم في ​ساحة الشهداء​ في صيدا بدعوة من "​التنظيم الشعبي الناصري​" والأحزاب ال​لبنان​ية في ​الجنوب​ لمناسبة الذكرى ال36 لانطلاق "جبهة ​المقاومة​ الوطنية اللبنانية- جمول" أن "الشكر للقوى والأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية، والشكر لأبناء صيدا الكرام ولأهلنا في الجوار الذين حضروا اليوم للمشاركة في إحياء هذه المناسبة المميزة في ​تاريخ لبنان​. وهي الذكرى ال36 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، في حزيران سنة 1982 اجتاحت قوات العدو الإسرائيلي الأراضي اللبنانية وصولا إلى ​بيروت​، الكثير من حكام لبنان نسقوا مع هذا الاحتلال، وسلموا بالأمر الواقع، بواقع الاحتلال. وبدأوا بترتيب أمورهم على أساس أن هذا الاحتلال باق ولن يذهب. وبدأ الكثير منهم ومن مؤسسات ​الدولة اللبنانية​ يتعاملون مع الاحتلال كأمر واقع، ولكن شعبنا بقواه الوطنية والتقدمية رفض هذا الواقع، واقع الاحتلال والاستسلام، وأطلق مقاومته التي حققت بعد ذلك إنجازات عظيمة وهائلة في تحرير معظم الأراضي اللبنانية، ثم استكمل التحرير على يد المقاومة الإسلامية".

وأوضح سعد انه "في ذلك الزمن كان أمام لبنان خياران: خيار الوطنية اللبنانية التي ترجمت بمقاومة وطنية لبنانية انخرطت فيها كل القوى من الوطنيين والتقدميين والشيوعيين والناصريين والقوميين والإسلاميين وغيرهم، وقد انخرطوا في هذه المقاومة من عكار إلى طرابلس إلى كسروان إلى بيروت والهرمل وبعلبك والبقاع الغربي والبقاع الأوسط، إلى الشوف والإقليم وحاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل، وصيدا وصور والنبطية، انخرطوا في مقاومة عنيدة. كانوا مصممين على إلحاق الهزيمة بالعدوان ودحر الاحتلال، فكان لهم ما أرادوا. ولن ينسى مقاوم في لبنان الدور المميز للشعب الفلسطيني في رفد المقاومة الوطنية اللبنانية، فتحية لشعبنا الفلسطيني المناضل".

ولفت الى أن "المشهد الآخر في مواجهة الوطنية والكرامة والعزة اللبنانية، هو مشهد الانهزام والانعزال والتواطؤ والخيانة من خلال التعامل مع عدو لبنان وفلسطين والأمة العربية، نجد الخنوع والذل وامتهان الكرامة، الوطنيون اللبنانيون كانوا في مواجهة الاحتلال، وكانوا في نفس الوقت في مواجهة قوى الخيانة والغدر والانعزال والاستسلام"، مشيراً الى "انني أقول هذا الكلام للأجيال الشابة الجديدة لتعرف هذا التاريخ، لتعرف أن المقاومين اللبنانيين هم من حرروا هذه الأرض واستعادوا الكرامة لهذا الوطن، وأن الكثير من حكام لبنان، وبعضهم ما زال في السلطة حتى الآن، تواطأ وتعاون مع الاحتلال. أقول للأجيال الشابة إننا اليوم نعيش في مشهد مشابه لتلك الفترة. في ذلك الزمن الوطنية اللبنانية واجهت الاحتلال والعدوان. واليوم الوطنية اللبنانية تواجه الطائفية والمذهبية والفساد والفئوية. الوطنية اللبنانية تواجه هذا النظام الذي لم ينصف الشعب الذي قدم قوافل الشهداء والجرحى والأسرى من أجل تحرير بلده من الاحتلال. والآن هذه الوطنية اللبنانية التي ننتمي إليها تواجه القوى الطائفية والمذهبية والفساد والانعزال والتقوقع والنظرة الفئوية للأمور".

ورأى سعد ان "المشهد على الساحة اللبنانية الآن يروي لنا كيف أن هذا النظام بكل مكوناته إنما هو نظام معاد لتطلعات الشباب، معاد لأحلامهم ومستقبلهم. هذا النظام ينقل البلد من مأزق إلى مأزق أصعب، ونعيش الآن في لبنان في ظل مآزق متفاقمة مع عجز كامل لهذه الطبقة السياسية عن معالجة أي أزمة من أزمات لبنان، وهي أزمات يعاني منها الشعب اللبناني أشد معاناة. هذا النظام عاجز عن معالجة الأزمة السياسية المتفاقمة في البلد، وعاجز عن معالجة الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على الأوضاع الاجتماعية لشرائح وفئات المجتمع اللبناني. هذا النظام عاجز عن مواجهة تحديات خارجية مقبلة علينا. هذا النظام لا يفكر إلا ب: ما هي حقوق الموارنة؟ ما هي حقوق الكاثوليك؟ ما هي حقوق الأرثوذكس؟ ما هي حقوق الشيعة؟ ما هي حقوق السنة؟ ما هي حقوق الدروز والعلويين؟ يفكرون بهذه الطريقة من أجل توافقات طائفية ومذهبية، ولا أحد منهم يفكر بتفاهمات وتوافقات وطنية تحمي هذا الوطن وتعالج أزماته. لا يفكرون سوى في كيفية تأمين المكاسب والمغانم المتبقية في هذا البلد. النهابون والفاسدون والمافيات نهبوا البلد ولا زالوا ينهبونه. شعبنا لم يضح بالغالي والنفيس ليحرر بلده ويكون وضعه على هذا الشكل".