شهد اليومان الماضيان "حماوة" حكومية ولكن ليس من النوع الذي يعزز "انقباضات رحم الولادة الحكومية " وفق ما يؤكد نائب في ​كتلة التنمية والتحرير​. ويقول النائب ان الرئيس ​نبيه بري​ سيمكث بضعة ايام في دارته في المصيلح للمشاركة في المجلس العاشورائي حتى نهاية الذكرى الخميس المقبل وهو سيرأس بعدها الجلسة التشريعية والتي هي رسالة تأكيد ان المؤسسات لا تتعطل كلها اذا تعطلت واحدة. فتشريع الضرورة منسجم مع الدستور ويسمح بسيرورة المرفق العام ولا يمكن توقيف بلد كرمى حكومة متعثرة. ويقول النائب ان اي تطور حكومي بارز ونوعي يمكن ان يغير "وجهة" الرئيس بري فيعود الى ​بيروت​ ويشرف على الولادة المتوقعة. ويلفت الى ان الرئيس بري على حذره في ملف التأليف ويميل تدريجياً الى تغليب التشاؤم على التفاؤل فهو لا يرى "لا جعجعة ولا طحيناً". وتكشف اوساط متابعة للتأليف ان فور عودته من لاهاي الى بيروت تواصل الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ مع الرئيس نبيه بري و​الرئيس ميشال عون​ واجرى اتصالات مع الدكتور ​سمير جعجع​ والنائب السابق ​وليد جنبلاط​ لاعادة "تزييت" ماكينة التأليف وعسى ان يجد حلولاً لعقدتي القوات والاشتراكي. وتقول الاوساط ان التيار ما زال متمسكاً بحقيبتي العدل والدفاع للرئيس عون وله يطالب بالطاقة والخارجية ويرفض رئيس التيار ​جبران باسيل​ ان ينال تكتله والرئيس 4 وزارات دولة ويصر على توزيع وزارات الدولة بين الكتل الكبرى اي ان يحصل هو على واحدة وان تعطى وزارة دولة للقوات والاشتراكي اسوة بالثنائي الشيعي الذي سيحصل على واحدة ل​حزب الله​ واخرى ل​حركة امل​. وتلفت الاوساط الى ان طرح الحريري تبديل الحقائب بين التيار والرئيس والقوات امر يعمل عليه بالاضافة الى طرح جديد يخص "العقدة الدرزية". وتشير الاوساط الى ان هناك اسبوعاً يفصلنا عن مغادرة الرئيس عون الى نيويورك للمشاركة في الامم المتحدة عسى ان تحفل هذه الايام بتبدلات جوهرية من شأنها تسريع الولادة ومن شأن هذا الاسبوع ان يختبر "نوايا" الثنائي المسيحي وجديته في التفاوض الحقيقي لتسهيل التأليف.

في الموازاة وفي خضم "التنتيع" الحكومي والتعقيدات المستمرة طالب البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ من الباروك امس الاول بحكومة طوارىء من خارج الجميع اي حكومة غير حزبية ومصغرة وفي كلام الراعي الحريص على وجود حكومة تساند العهد دلالة على مدى التأزم الذي يصيب التشكيل. وتؤكد اوساط ​بكركي​ ان موقف البطريرك وطني ونابع من مسؤولياته وواجباته تجاه اللبنانيين فهو يحث ويناشد ويطالب نفوس وقلوب وضمائر السياسيين ويطرح مبادرة انقاذ عنوانها تشكيل حكومة غير حزبية وغير سياسية ومن اشخاص كفوئين ونزيهين ومشهود بكفاءتهم في مجالاتهم ومهمتها تسيير الامور حتى المصالحة التامة بين السياسيين واتفاقهم على حكومة انقاذ وطني موسعة .

وتشير اوساط بكركي الى ان الكاردينال الراعي يتواصل مع الجميع ويتحدث اليهم ويحث على الاسراع في تأليف ​الحكومة​. ورداً على سؤال عن وجود وساطة كنسية لجمع الوزير جبران باسيل والدكتور سمير جعجع تكتفي اوساط الراعي بالقول انه منفتح على الجميع ومتمسك بالمصالحة المسيحية ويباركها بين القوات والتيار ويفرح بالتقارب والتعاون، لكنها تستبعد "ضمناً" عقد لقاء قريب بينهما قبل ​تشكيل الحكومة​. وهو امر تؤكده اوساط القوات والتيار واللذان يؤكدان تمسكهما بحكومة سياسية تضم الجميع وتعكس نتيجة الانتخابات على حقيقتها وباحجام اصحابها التمثيلية.

في المقابل تعتبر اوساط التنمية والتحرير ان اي طرح حكومي يقابله الرئيس بري بايجابية واغلب الظن وفق الاوساط ان خيار الحكومة الثلاثينية السياسية الموسعة هو الطرح المعتمد والثابت للتفاوض وان اي خيار لتصغير الحكومة او لاعتماد صيغة غير سياسية او حزبية تحتاج الى نقاش وقد تحدث جدلاً لكونها لا تعكس حقيقة النتائج الانتخابية الاخيرة.