لفت رئيس الحكومة السابق ​فؤاد السنيورة​، بعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها المطران ​الياس عودة​، إلى أنّ "هذه الزيارة للمطران عودة، فيها كالعادة، الكثير من الشوق والود والمحبة، وأيضًا الكثير من الصراحة. هناك قضايا كثيرة اعتدنا دائمًا أن نتباحث بشأنها معًا، واليوم كانت جولة واسعة على عدة مواضيع ناقشناها".

وأشار إلى "أنّني قدمت اليوم لزيارة عودة، بداية لإطلاعه على الزيارة الّتي قام بها مجلس العلاقات العربية والدولية، الّذي أنا أحد أعضائه، وهم زملاء من عدد من الدول العربية الّذين كان لهم دور كبير في العمل السياسي في بلدانهم، وما زالوا ناشطين إلى حدّ بعيد في العمل السياسي والعمل العام، قمنا معًا بزيارة الصرح البابوي في الفاتيكان".

وركّز السنيورة على أنّ "الأمر الّذي استدعى هذه الزيارة كانت المتغيّرات الّتي حصلت في القدس، وموقف الولايات المتحدة الأميركية بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وما جاء بعد ذلك من موقف للحكومة الإسرائيلية باتخاذ الكنيست قرارًا بتهويد الدولة، الأمر الّذي يولّد الكثير من القضايا والمسائل والإشكالات، آخرها مواقف الحكومة الأميركية بالنسبة إلى وكالة "الأونروا" ومركز "منظمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن، إضافة إلى ما سمعناه مؤخّرًا حول تقاسم المسجد الأقصى".

وأوضح أنّ "كلّ هذه عوامل متفجّرة تستدعي عملًا من كلّ من يستطيع القيام بدور في هذا الشأن. لذلك، قمنا بزيارة حاضرة الفاتيكان والتقينا البابا فرنسيس وأمين سر الفاتيكان، الّذي هو في الوقت نفسه رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وأطلعناهم على كلّ هذه المسائل إضافة إلى مسائل تتعلّق بالعيش الواحد المسيحي - الإسلامي، أكان في لبنان أو في العالمين العربي والإسلامي"، مبيّنًا "أنّنا أطلعناهم أيضًا على ما يحدث في العالم من متغيّرات تؤدّي إلى ظهور المزيد من داء الشعبوية في أكثر من دولة في العالم، الأمر الّذي تنتج عنه تصرّفات عنصرية تولّد إشكالات كبيرة".

وكشف السنيورة "أنّني أطلعت المطران عودة على كلّ هذه الأمور، وكانت مناسبة للحديث في مواضيع متعّلقة بلبنان، إن من ناحية إتفاق الطائف وأهمية الحفاظ عليه والتمسّك به، إذ إنّه يجمع اللبنانيين وقد أدّى إلى إنهاء الحرب، تاليًا السير نحو إعادة الإعتبار للدولة اللبنانية"، مركّزًا على أنّ "أهمية التمسّك بالطائف والحفاظ عليه هي في منع استدراج لبنان، لا سيما في ضوء المخاطر الكبرى الداخلية والإقليمية الّتي تستدعي مزيدًا من العمل، من أجل الحفاظ على العيش الواحد المسيحي - الإسلامي. لقد وجدت لدى عودة التفهّم وتقدير المخاطر وأهمية إيجاد الوسائل الحقيقية الوطنية وليس المذهبية والطائفية، لا سيما أنّ اتفاق الطائف ليس ملكًا لطائفة أو لمذهب، بل هو لكلّ اللبنانيين، وهو حافظ للوحدة الوطنية بين اللبنانيين".

وحول ما إذا تمّ البحث في موضوع المحكمة الدولية والنتائج الّتي وصلت إليها، بيّن "أنّنا لم نتطرّق إلى هذا الموضوع. لقد عبّرت شخصيًّا في الماضي عن أنّ ما يهمّنا حاليًا هو أن تصدر المحكمة قرارها. المعلوم الآن أنّ المحكمة ستبدأ بإصدار الأحكام مطلع السنة المقبلة"، معربًا عن اعتقاده أنّ "علينا أن نصبر، لأنّ الأمر الأهم هو أن تأخذ العدالة مجراها. لا يمكن صرف النظر عن المحكمة، بل على العكس، هذه دعوة لكل من يتجرأ على الحريات في لبنان، ولا ننسى أنّ لبنان تحمّل سقوط شهداء كثر بينهم رئيسا جمهورية وثلاثة رؤساء وزارة ورجال دين و​سياسة​ وصحافيون".