لم يكن بيانا التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي "ابني ساعتهما" بل نتيجة لتواصل مباشر على مستوى نواب ومسؤولي الحزبين في الشوف وعاليه وخصوصاً في الايام الاربعة الماضية حيث بلغ "السيل الزبى" وانفلتت الامور الى حد خطير وفاقع على مواقع التواصل الاجتماعي وبتنا خائفين من تفجير الاستقرار في الجبل واحداث فتنة درزية - مسيحية على الارض كما يصف احد مسؤولي الحزب التقدمي الاشتراكي. ويؤكد المسؤول حصول لقاءات بين نواب اللقاء الديمقراطي وتكتل لبنان القوي خلال استقبال البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته الراعوية في الجبل منذ ايام حيث كان في استقبال غبطته نواب ومسؤولين من الطرفين وكان الجو ودياً للغاية وقام اهل الجبل بما يلزم لتأكيد المصالحة المسيحية- الدرزية كما اشاد البطريرك الراعي بجهود النائب السابق ​وليد جنبلاط​ والحزب التقدمي في ارساء المصالحة وضرورة استكمال العودة ودفع التعويضات المتأخرة لاصحابها.

وخلال اللقاءات كان هناك تأكيد من نواب الاشتراكي لنواب التيار ومسؤوليه ان وليد جنبلاط على الاستقرار والسلم الاهلي والعيش المشترك في الجبل وضرورة التعاون لضبط خطاب المحازبين والاصدقاء المؤيدين للطرفين وخصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث تبين للاشتراكي وجود طرف ثالث و "طابور خامس" دخل على خط "تغذية" الخلاف بين الطرفين وتعمد استعمال خطاب فتنوي وتوتيري واعتمد سياسة اثارة العصبيات والغرائز لتسعير المشكل واحداث فتنة في الجبل وتدمير اسس المصالحة التاريخية في الجبل بالاضافة الى التهجم على الرموز السياسية والدينية للطرفين. ويشير المسؤول الاشتراكي الى ان جنبلاط اوعز بإصدار تعميم مشدد لامانة سر الحزب وبضرورة التقيد فيه تحت طائلة المحاسبة واخراج الازمة الحكومية من السجال الاعلامي مع التيار والكف عن التحدث في ملف المناقلات الادراية بين الطرفين وخصوصاً بعد توضيحات وزير التربية مروان حمادة. ويقول ان الملف الحكومي على حاله وليس مرتبطاً بالتهدئة الاعلامية هذه وما زلنا متمسكين بالوزراء الدروز الثلاثة لكن امر التفاوض متروك للرئيس المكلف سعد الحريري ولن يطرح في الاعلام حتى لا يكون مادة للسجال مجدداً.

وعلى مقلب التيار الوطني الحر، تؤكد اوساط قيادية في التيار ان التعميم صدر بعد تعليمات وتصريحات من الوزير جبران باسيل ورئيس التيار الى النواب والوزراء والمجلس السياسي للتيار بضرورة الالتزام بالتهدئة مع الاشتراكي وهو امر طرحه منذ شهر الوزير باسيل وحاول التأكيد على الاستقرار والسلم بعيداً من ازمة الحكومة. وتكشف الاوساط ان بعد صدور التعميم سيتم محاسبة المخالفين من الحزبيين امام محكمة التيار وستتخذ عقوبات بحقهم ولا سيما ان دخول طرف ثالث على الخط ازم الامور في الايام الماضية.

ويشير عضو تكتل لبنان القوي النائب ادغار طرابلسي الى ان التهدئة متخذة من اعلى سلطتين في الحزبين والتشدد في تطبيقها سيمنع الطابور الخامس من الدخول على خط اذكاء الخلاف. ويكشف طرابلسي انه تابع وفريق عمل كبير ما كتب في الايام الماضية من عبارات وشتائم وما قيل من خطابات فتنة وتبين وجود عدد غير قليل من غير الحزبيين ومن المدسوسين ولا يمتون الى التيار او الاشتراكي بصلة وهؤلاء يجب ان يحاسبوا امام القضاء بتهمة تهديد السلم الاهلي بين الطرفين.

ويلفت الى التهدئة شمل جميع الملفات الخلافية بين الطرفين ونقلها من الشارع ومواقع التواصل الى المؤسسات.