التقى الرئيس السابق ​أمين الجميل​ في "بيت المستقبل" في ​بكفيا​، المبعوث الأوروبي الخاص لتعزيز حرية الدين والمعتقد خارج الاتحاد الأوروبي يان فيغيل، ترافقه نائبة رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي جوليا كوش دي بيولي، في حضور مدير "بيت المستقبل" سام منسى.

وتمت خلال اللقاء مناقشة أهمية التعددية في لبنان، لكونه مثالا صالحا وناجحا في صموده وحفاظه على هويته، بالرغم من كل التقلبات، "فلبنان كان انطلاقة لكل الأديان المتشبعة من القيم الروحية، وهذا البلد مستعد أن يساعد في بلورة حلول للأزمات الديموقراطية في العالم في ضوء تجربته الفريدة".

وتم التأكيد أن "لا حلول سياسية للإنقسامات الإجتماعية من دون فهم عميق للديانات كافة والتقسيم الإجتماعي التي تفرضه، لذا من الضروري أن توحد أوروبا الرؤية وأن يكون لديها الشجاعة الكافية أن تذهب للنهاية في مشروعها بتعزير التعددية وحرية الدين خارج الإتحاد الأوروبي، حتى ولو كان الأمر صعب ويتطلب جهدا وإمكانات".

وبعد الاجتماع، أشار فيغيل إلى أن انطباعاته الأولية في لبنان "إيجابية ومشجعة لأن هذا البلد هو مثال يحتذى للعديد من البلدان في الشرق الأوسط"، مشيراً الى أن "هناك الكثير من الصراعات الحاصلة في الشرق الأوسط، ترشيحي لمنصب المبعوث الأوروبي الخاص لتعزيز حرية الدين والمعتقد ترافق مع الأعمال الوحشية التي حصلت في سوريا والعراق التي صنفناها كمجازر ضد المسحيين والازيديين ومجتعات أخرى. لذا سعدت بتلبية دعوة الجميل حيث تبادلنا الشهادات بخصوص مسائل آنية ومستقبلية، ولا سيما الوضع في لبنان وسوريا وكيف يمكن لأوروبا أن تساعد في هذا الإطار"، مشددا على أن "أوروبا هي مثال في الإنتقال من الحروب إلى السلم والتطور".

وأكد فيغيل "إلتزام أوروبا العمل في الشرق الأوسط، فإن لم تفعل ستنتقل المشاكل إلى أراضيها من أزمة النزوح إلى الأخطار الأمنية".

وشدد على أهمية التعددية والمواطنة المتساوية، "وهما مفهومان موجودان في لبنان ولكن ينقصان في المنطقة. وإذا تبلورت هذه المفاهيم أكثر في لبنان فستنتقل عدواها الإيجابية إلى البلدان المجاورة".

كما تطرق فيغيل إلى مسألة النازحين، وأكد انه "كلما كان الحل في سوريا قريبا اقتربت عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، لذا نأمل أن تكون هناك أماكن آمنة ومجهزة في سوريا لإستقبالهم".