رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن "رسالة المؤسسات الجامعية الكاثوليكية لا تقتصر فقط على توفير تعليم جيد لشباب اليوم كي يتمكنوا من إيجاد مكان لأنفسهم في عالم العمل وكسب العيش الكريم، بل يجب أيضا تنشئتهم لكي يتمكنوا من المساهمة في تحويل مجتمعاتهم وبناء "حضارة الحب". ووفقا لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية والتقليد الماروني، يشكل التعليم الجامعي أولا تنشئة لشخصية الطلاب كي يصبحوا العناصر الفعالة للتغيير الاجتماعي، وفقا لقيم الإنجيل".

وفي مداخلة له خلال المؤتمر الدولي الذي نظمته ​جامعة الروح القدس​- الكسليك بعنوان "التعليم العالي الكاثوليكي في لبنان والشرق الأوسط: تعزيز الرسالة والريادة في الابتكار"، أكّد الراعي ان "التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم". انطلاقا من هذا القول لنيلسون مانديلا، وهو النموذج الأول للمقاومة الثقافية والسياسية ضد القمع والظلم، أنني لمقتنع بأننا بحاجة ماسة لتغيير العالم الذي نعيش فيه وبخاصة لبنان والشرق الأوسط من جهة، وتجديد نظام التعليم وبخاصة التعليم العالي لتحقيق هذه الرسالة من جهة أخرى". ولفت إلى أن مداخلته تشمل نقطتين أساسيتين: "التعليم كرسالة والتعليم كابتكار". مشيرا من جهة أخرى، إلى أن "إعلان ​المجمع الفاتيكاني الثاني​ حول "التعليم المسيحي" يحث الجامعات الكاثوليكية على دراسة المشاكل الجديدة الناتجة عن تطور العالم الحديث بعناية وبوحدة بين الإيمان والعقل. وبهذه الطريقة، سيتم تحضير طلاب هذه المؤسسات على أن يصبحوا أشخاصا بارزين من خلال علمهم، وجاهزين لتحمل أصعب المهام في المجتمع، وبالوقت عينه أن يكونوا شهداء للايمان في العالم.

وعن التعددية والمواطنة، قال الراعي إن "الحرية تولد التعددية، ولكن تشكل التعددية في آن واحد فرصة وتحديا لمجتمعاتنا المعاصرة وبخاصة في الشرق الأوسط. فنحن نتعلق اليوم بالتعددية أكثر فأكثر، وذلك بعد ظهور الآثار المدمرة التي نتجت عن الأصولية الارهابية التي تحتقر وتضطهد كل ما لا يتوافق معها. يعتمد مستقبل مجتمعاتنا على قدرتها على العيش وتعزيز المواطنة التي تشمل التنوع. ويجب تعزيز التنوع كونه حقا وفرصة للاثراء الشخصي والاجتماعي".