اعتبرت قناة الـ"NBN" في مقدمة نشرتها المسائية أن "الشأن اللبناني رغم تشعب عناوينه وسخونة ملفاته، انكفأ أمام زحف التطورات الاقليمية التي تزاحمت في الساعات الأخيرة انطلاقاً من الأجواء السورية. واقع الحال انه بعد ساعات على قمة سوتشي الروسية - التركية التي أرست اتفاقاً يكّبل يدي التنظيمات الإرهابية في ادلب ويحشر القوى الغربية المناهضة لدمشق في المأزق، شهدت سماء اللاذقية مواجهة بين طائرات اسرائيلية معتدية ومضادات مدافِعة اُسقطت خلالها طائرة شحن عسكرية روسية بعدما أصابها صاروخ سوري.

موسكو سارعت الى تحميل اسرائيل المسؤولية لأن طياريها تستروا بالطائرة الروسية، ما جعلها عرضة لنيران الدفاعات السورية. الأمر لم يتوقف عند هذا الحدث، بل أعلنت روسيا انها تحتفظ بحق الرد وفق اجراءات تراها مناسبة. اما اسرائيل التي أصيبت بالحَرَج، فلم تجد أفضل من اتخاذ قرار بعدم التعليق على التهديد الروسي، فيما ذهب إعلامها الى حد دعوتها لتقديم اعتذار. هذا المشهد المتوتر لن يؤثر على تنفيذ الاتفاق الخاص بإدلب، وفق ما يرى الكرملين.

الاتفاق الروسي - التركي حصد ترحيب دمشق وكذلك طهران التي أكدت أنها كانت في أجوائه وتم التشاور معها بشأنه قبل اعلانه. وفي المقابل، ظهر حذرٌ في الموقف الأميركي، وصمتٌ في العواصم الغربية ولاسيما الأوروبية، أما لبنان الرسمي الذي نأى بنفسه عن اطلاق أي موقف بهذا الشأن حتى الآن، فإنه ما يزال أسير المراوحة القاتلة في الدائرة الحكومية المفرغة.

هذا الواقع عكسه الرئيس نبيه بري بقوله: لا املك اي جديد على الإطلاق ... الأمور واقفة ... وما زلنا محلنا. ذلك ان الأولوية بالنسبة لرئيس المجلس النيابي حالياً هي التحضير لعقد الجلسة التشريعية خلال الأيام المقبلة وهي جلسة قانونية مليوناً بالمئة، على حد وصف الرئيس بري الذي يترأس غداً اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس تحضيراً للجلسة المرتقبة. من جانبه رئيس الجمهورية ميشال عون نُسب اليه قوله في صحيفة الجمهورية انه لن يبقى منتظراً تشكيل الحكومة الى ما لا نهاية، وانه في الوقت المناسب سيتخذ القرار المناسب، وتأكيده الا بخشيش لأحد وأنه لن يكبس الوزير جبران باسيل. لكن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أكد ان بعض ما ورد نقلاً عن عون لم يكن دقيقاً لا سيما ما جاء في العنوان الرئيسي للصحيفة.

الرئيس المكلف سعد الحريري وفي موقف لافت أكد أن المشكل الحكومي داخلي مئة بالمئة لأن هناك أفرقاء يريدون إلغاء بعضهم ولا حكومة بهذه الذهنية لأن المفروض أن نتواضع، مشدداً أن الدستور لم يفرض معياراً في التشكيل. وعلمت الـ NBN ألا موعد قريباً لزيارة الحريري إلى بعبدا أقله حتى نهاية الشهر الجاري.