لفت مجلس كنائس ​الشرق الأوسط​ خلال مؤتمر نظمته الدّائرة الفاتيكانيّة لتعزيز التنمية البشريّة المتكاملة والمجلس العالمي للكنائس بالتعاون مع المجمع الحبري لتعزيز الوحدة المسيحيّة بين 18 و20 أيلول الجاري في روما إلى أن "​يسوع المسيح​ لم يميّز بين إنسانٍ وآخر وأن اختياره لرسله لم يكن من باب تمييزهم عن الآخرين، بل من باب استقطاب كفاءاتٍ متعدّدة الاهتمامات مع التأكيد على المساواة، فاثنا عشر رسولاً مَسحَنوا العالم. لم يشعروا ذاتهم، ولو للحظة واحدة أنهم أقليّة ولم يعنِهم بأي شكلٍ من الأشكال الاحتماء بأحد. أسقط يسوع المسيح مع رسله الأوائل منطقين، الأول، هو تصنيف المجتمعات بين أقليّة وأكثرية يما يعني التأكيد على المساواة في الإنسانية أمام الله والثاني، هو الاستناد الى الحاجة للاحتماء بقوّة من هنا أو مؤسسةٍ من هناك. بما يعني أن المساواة في الإنسانية بالاستناد الى تفوّق روح القانون ومنظومة القِيَم، وحدها كفيلة بتأمين الحقوق للأفراد والضمانات للجماعات والمجتمعات".

وإعتبر المجلس أن "العودة الى محورية المساواة بالقانون بما يصون الكرامة الإنسانية، هي العودة المؤسِّسة لأي مواجهةٍ لمسارات الكزينوفوبيا، والعنصرية، والشعبوية، والعصبيّات القوميّة وتُرتِّب هذه العودة على الكنائس والديانات الأخرى شراكة في المسؤولية تجاه تحدّيات عدّة على المستويات اللاهوتية والتربوية والاقتصادية – الاجتماعية والسياسية والإعلامية، بالدرجة الأولى".

وأشار الى أن أي "مقاربةٍ لأزمات اللجوء و​النزوح​ في الشرق الأوسط و​العالم العربي​، انطلاقاً من ​فلسطين​ المحتلّة، مروراً ب​العراق​ الجريح، وصولاً الى ​سوريا​ النازفة، مع ما حتَّم ذلك من أعباء كارثية على إنسانها، كما تداعياتٍ كيانية على الدول المضيفة مثل ​لبنان​ و​الأردن​ و​تركيا​، بلوغاً الى ​أوروبا​، تقتضي التفكير فيما لو أن التدخّل الإغاثي الإنساني لمساندة ​المهاجرين​ و​اللاجئين​ والنازحين، او التدخّل الإنمائي لدى المجتمعات المضيفة، كفيلان بتفادي تصاعد الكزينوفوبيا، والعنصرية، والشعبوية، والعصبيّات القوميّة بمعنى أن هل هو نقص الموارد هو الذي يدخِلنا في مأساة المشتركات وبالتالي يُنتج أزمة صراع هويّات حيثُ الدينُ في هذه الهُويّات عنصرٌ مؤسس؟ أم هو الخلل في إدارة التعدّدية وحماية التنوّع من ضمن مساواةٍ قانونية هو الذي يساعد في تصاعد هذه الموجات الصِدامية؟".

وأفاد بأن التصدّي لتنامي الكزينوفوبيا، والعنصرية، والشعبوية، والعصبيّات القوميّة لا يقوم إلا بإعادة إنتاج "لاهوت الآخر" في صميم "اللاهوت السياسي"، وإلا تنتصر معادلة أحشُد الخوف، ادفع الناس نحو التعصّب، واستقطب أصوات الناخبين، وهذا مدمِّر ويبدو أن العالمسيعيش مع ارتداداته لسنوات طويلة إن لم تأخذ الكنائس زمام المبادرة مسكونيّاً وفي دياكونيا تشارُكيّة".