شكلت قضية إنتاج ​الطاقة الكهربائية​ من البواخر المعضلة الأساس في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد رسوّ الباخرة "إسراء سلطان" بجانب ​معمل الذوق​ الكهربائي وتزويدها مناطق ​كسروان​ و​جرد المتن​ بالكهرباء مجاناً لثلاثة أشهر حتى الثامن عشر من تشرين الأول المقبل. وأمام كلّ هذا الواقع نظّمت شركة Karadeniz المشغّلة لبواخر الطاقة في ​لبنان​ جولة للإعلاميين حضرتها "النشرة" على متن الباخرتين فاطمة غول واسراء سلطان لشرح كيفية عملها.

الكلام عن بواخر الطاقة لا يشبه أبداً الجولة فيها، لأنها تشبه معامل الكهرباء بضخامتها ويكاد هدير المحرّكات بداخلها يصيب الزائر بالصرع، ومن يتحدّث عن إنتاج الطاقة يفكّر أن الدولة اللبنانية إستأجرت هذه البواخر ولكن في الواقع وبحسب المسؤول في شركة "كارادينيز" رالف فيصل فإن "الدولة اللبنانية تستأجر الطاقة التي تولّدها البواخر تبعاً للعدّاد وبيع الكهرباء يتمّ على الكيلواط بالساعة".

شرح رالف فيصل خلال الجولة أن "البواخر الموجودة حالياً تنتج حوالي الـ400 ميغاواط أي حوالي 25% من مجمل الطاقة المنتجة في لبنان، ومع وجود باخرة إسراء سلطان فإنها تصل الى 635 ميغاواط"، مؤكداً أنه "بعد وصول بواخر الطاقة الى لبنان لم يعد هناك من حديث عن استجرار الطاقة من سوريا لأن كلفة إنتاج الطاقة من البواخر هي أقل بـ30% من استجرارها من سوريا"، مضيفاً: "مدراء عام كهرباء سوريا والاردن حضروا الى لبنان وقاموا بجولة على بواخر الطاقة، ووجدوا أن كلفة الإنتاج بهذه الطريقة هي أقل من استجرارها من بلدان أخرى كسوريا أو حتى من إنتاج الطاقة في المعامل".

بعد وصول باخرة "إسراء سلطان" الى الذوق ارتفعت الشكوى عن إنقطاع الكهرباء عن بعض المناطق الّتي من المفترض أن تتغذّى منها، هذا الحديث ترافق مع تصريح سابق للنائب نعمة افرام أكد فيه إنقطاع الفيول عن الباخرة، الأمر الذي نفاه وزير المال ​علي حسن خليل​ الذي اشار الى أن لا طلب لتحويل الفيول الى هذه الباخرة في المالية. هنا يشير رالف فيصل لـ"النشرة" الى أن "إنقطاعا لبعضة أيام حصل فعلاً للفيول عن الباخرة، ما اضطرها الى تخفيض ساعات التغذية الكهربائية لكن هذا الامر عولج بعدها ليتصاعد عدد الساعات في مناطق كسروان وجرد المتن من 21 الى 23 ساعة"، شارحاً أن "إسراء سلطان" تغذي شبكة الكهرباء وشركة ​كهرباء لبنان​ تقوم بتحويل الطاقة الى هذه المناطق".

"مدّة عقد "إسراء سلطان" تنتهي في 28 تشرين الأول وفي بحر لبنان باخرة "قاسم" تنتظر حتى هذا التاريخ لتسحب باخرة إسراء سلطان الى تركيا". هذا ما يؤكده رالف فيصل، لافتا الى أن "ابرام أي عقد مع هذه الباخرة يحتاج الى مجلس الوزراء، وإلا تعود الباخرة بعد التاريخ المحدد الى مكانها"، لافتا الى أن "فاطمة غول تنتج 200 ميغاواط واسراء سلطان تنتج 207 ويمكن أن ترتفع لتصل الى 20 ميغاواط إضافية"، مشدداً على "ضرورة إنتقال البواخر من إستعمال الفيول الى إستعمال الغاز لأن كلفة الفيول لانتاج كيلواط بالساعة يصل الى 13 سنتا فيما كلفة الغاز لا تتعدى 6 سنت".

تؤكد شركة Karadeniz أن ساعات التغذية من "إسراء سلطان" لمناطق كسروان وجرد المتن تصل الى 23 ساعة فيما بعض من أهالي كسروان يشكون من الانقطاع الدائم للكهرباء... أمام هذا المشهد الا يجب البحث عن قطبة مخفيّة قد يكون خلفها أصحاب المولدات الكهربائية؟!.