أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان أن "المطلوب سلطة مجيّرة لخدمة مواطنيها وشعبها، وليس سحقهم ونهبهم والتمرّد عليهم، وهذا يفترض دولة مؤسسات، لا دولة زعامات، بعيداً عن عقلية الحاكم وهواه، بعيداً عن الطائفية ونزاعاتها وخلافاتها، بعيداً عن الصفقات والشركات العائلية والرحمية، وهو ما نصرّ عليه اليوم، من خلال تشكيل حكومة مصالح وطنية، لا حكومة الحصص والصفقات والمزادات والمزايدات".

وفي كلمة له خلال إحياء الليلة العاشرة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​، اوضح المفتي قبلان أن "أننا نحذر من المماطلة والمراهنة، فظروف البلد سيئة للغاية، و​الحرائق​ تحيط بنا من كل حدب وصوب، وبالخصوص الحرائق النقدية والمالية والاقتصادية. ومن هنا نطالب كل من فخامة ​الرئيس ميشال عون​ ورئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​، بعدم تقاذف الكرة الحكومية، والعمل معاً على تأمين كل التنازلات والتسهيلات من أجل حكومة وفاق وطني، تكون في مستوى المرحلة وقادرة على إحداث نقلة نوعية إنقاذية تدفع بالبلد نحو الإصلاح الموعود والتغيير المنشود، إذ لا يجوز بعد اليوم أن نتحدّث في حصة هذا الفريق وذاك، فيما البلد من سيء إلى أسوأ".

ولفت الى أنه "أما ما يجري في المنطقة، فإلى الذين يلعبون بدماء الأمة وخراب المنطقة وتشريد وتهجير شعوبها بإيحاءات وإملاءات امبراطورية المال، نقول لهم: كفى حقداً وتحاقداً، كفى استرهاناً واستتباعاً، عودوا إلى كرامتكم وإلى إسلامكم، وإلى عروبتكم، افتحوا قلوبكم ومدّوا أيديكم، تعاونوا على البر ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، تحاوروا وشاوروا وتصالحوا وكونوا معاً في وقفة واحدة وموقف واحد، أوقفوا الفتن في ​اليمن​ وفي ​سوريا​ وفي ​العراق​ وفي ​ليبيا​ وفي ​أفغانستان​، فما يجري في اليمن مذبحة انسانية حتما سينتصر بها الدم كما انتصر دم الحسين عليه السلام، وما يجري في ليبيا محرقة يتشارك بها العرب والامريكان والاوربيون وغيرهم، وما يجري في ​افغانستان​ بيد من اسس مدارس التكفير وغذاها ثم شارك الامريكيين اللعب فيها، وهو نفس الكلام الذي جرى في سوريا وهو ما نحذر منه العراق فلا يجوز ان ينجر اهل العراق المظلوم طيلة هذه الاعوام للسقوط في اللعبة على ان تحقيق المطالب الشعبية حق كحق الحسين واكبر اعداء العراق اليوم هو ​الفساد​ فاقتلعوا الفساد حتى لا يتحول الى يزيد اخر يذبح شعب الحسين ومكونات العراق العزيز دون رافة وانتصروا كما انتصر دم الحسين في ​كربلاء​، وتذكروا دائماً أن الإمام الحسين لم يخرج أشراً ولا بطراً، إنما خرج مصلحاً، فأصلحوا، لأن السلطة التي تفسد وتنهب فهي بالتأكيد ليست على نهج الحسين، بل هي على باطل يزيد وظلم يزيد وعدوانية يزيد".