رأى المسؤول التنظيمي لحركة "امل" في البقاع ​مصطفى الفوعاني​ ان "الدولة مطلوبة لمواطنيها بموجب آلاف مذكرات الاهمال والمحاصصة، وأن الشعب اللبناني ولاسيما في بعلبك الهرمل وعكار، يدرس امكانية عفو مدروس عما فعلته الدولة وسياساتها المتعاقبة من حرمان تجاوز كل الحدود وتركت ابناء هذه المناطق نهبا لوحش الفقر والبطالة والعدو الإسرائيلي والتكفيري، كما حصل تماما يوم أهملت الجنوب وتركته لمصيره في مواجهة العدو الصهيوني، ولولا المقاومة الحسينية التي اطلقها الامام الصدر وحمل امانتها الرئيس نبيه بري لما كان هناك وطن".

وفي كلمة له بعد المسيرة الحاشدة التي نظمتها "حركة امل" في مدينة الهرمل، قال: "نلتقي اليوم لنجدد البيعة للامام الحسين ونعاهده أن نبقى على النهج في مسيرة وخط حفيده الامام الصدر"، مشيرا الى ان "حركة الامام السيد موسى الصدر هي امتداد لثورة جده الامام الحسين في مواجهة العدو الاسرائيلي وفي محاربة الحرمان والظلم، وكيف نقف إلى جانب الحق وإلى جانب المظلوم أينما وجد".

وأضاف: "هكذا علمنا الإمام موسى الصدر، وليس بالصدفة في أربعينية الإمام الحسين رسم خطوط قسمنا، أن نبقى نناضل في هذا الوطن حتى لا يبقى محروم واحد أو منطقة محرومة مهما كانت هذه المنطقة، ومهما كان انتماء هذا المحروم الديني أو الطائفي أو العقائدي. مسؤوليتنا الدفاع عن كرامة المواطن والدفاع عن قضية الإنسان في هذا الوطن، لهذا لا ينبغي أن نبقي حالة الحزن هي السائدة، بل صناعة الوعي الذي أراده الإمام الحسين، الوعي لمخاطر أي نظام سياسي لا يحكم بالعدل، الوعي للمرحلة التي نعيش ولأثر وطبيعة النظام الذي نعيش فيه على حياتنا وعلى تصرفاتنا، أن نعي كيف ندير شؤوننا في هذه الحياة، أن نعي كيف نتعامل مع الظلم والظالم فنواجهه، وأن نتعامل مع أصحاب الحق فننتصر لهم".

ودعا إلى "التفتيش على الحفاظ على استقرارنا الداخلي في لبنان، والحفاظ على الاستقرار يتطلب وعيا وتعاطيا مسؤولا مع كل القضايا والمواقف السياسية التي نواجهها. أول هذا الأمر هو أن نعمل على الحفاظ على وحدتنا الوطنية، والحفاظ عليها بأن نرتكز على قواعد ميثاقنا الوطني على اتفاق الطائف، وألا نسمح للخلاف السياسي مهما كانت مبرراته بين أي قوة من القوى أو بين مكون من المكونات وآخر، أن يترك أثره على البنية المجتمعية والسياسية لوطننا وعلى علاقات الطوائف والمكونات مع بعضها البعض".

ورأى ان "الخلاف السياسي المشروع يجب ألا يتحول إلى خلاف على الأساسيات وأن نسمع على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لغة لا تذكرنا إلا بلغة الانقسام والحرب التي مقتناها وطويناها، ولا مصلحة لأحد من اللبنانيين بالعودة إلى مفرداتها وإلى لغتها. علينا ألا نستحضر لغة الماضي، وإلا نكون من أولئك الذين لا يستفيدون من تجاربهم، وأكثر الأمم جهلا وتخلفا هي التي لا تستفيد من تجاربها أو من تجارب الآخرين، لذلك نحن نرحب اليوم بخطاب التهدئة الذي أطلق بالأمس بين المكونات التي تتناحر في ال​سياسة​ أو في وسائل الإعلام، آملين أن يتحول هذا الأمر إلى حوار بأي شكل من الأشكال على المستوى الثنائي أو على مستوى ثلاثي أوسع، وعلى مستوى فخامة رئيس الجمهورية، وعلى مستوى دولة رئيس مجلس النواب، وعلى مستوى رئيس الحكومة، من أجل التفاهم على الخروج من أزماتنا السياسية وأولها أزمة تشكيل الحكومة".