ليس عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ​أنور الخليل​ وحده من يعتبر أن "رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ هو من يعطل تشكيل الحكومة كونه يُطالِب بما لا يُطالَب به"، بل أنور الخليل وحده الذي عبّر علناً عن هذا الإعتقاد، والدليل، كيف يتردد كلام الخليل ولو بأساليب وعبارات أخرى، بمجرد اللقاء في جلسة خاصة مع نائب أو وزير أو قيادي في تيار المستقبل. مسؤولو التيار الأزرق، يذهبون في قراءتهم أبعد بكثير من كلام الخليل إذ "يعتبرون أن الرئيس عون هو المعطل لعملية التأليف، وبيده مفتاح الحلّ، ومنذ اللحظة التي يقرر فيها تسهيل الأمور، لن تستغرق الولادة الحكومية عندها أكثر من خمس دقائق. يبادل النائب السابق ​وليد جنبلاط​ المقعد الدرزي الثالث بآخر مسيحي، وهذا ما بات مقبولاً لدى رئيس ​الحزب التقدمي الإشتراكي​، ويقنع حليفه النائب ​طلال أرسلان​ بأن يحصل الحزب الديمقراطي اللبناني على هذا المقعد الدرزي، ولكن لأي شخصية أخرى غير "المير طلال"، ثم يتنازل للقوات مجدداً عن منصب نائب رئيس الحكومة، الذي لا صلاحيات له على الإطلاق، أو عن حقيبة الدفاع التي لا صلاحيات لها سوى توقيع تراخيص الأسلحة ومشاركة الوزير في العرض العسكري، عندها تكون الحكومة، وبسرعة لا يتوقعها أحد".

وعند سؤال "المستقبليين" عن الخطوات التي يقوم بها رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ في الكواليس لتحريك عملية التأليف، يأت الجواب "لقد قام الحريري بكل ما يمكن أن يقوم به وتمكن بإتصالاته ومشاوراته أن يحصل على كل ما يمكن من تنازلات من ​القوات​ اللبنانية والحزب الإشتراكي، كل ما يقوم به اليوم، ليست سوى تعديلات بسيطة على التشكيلة التي قدمها الى رئيس الجمهورية في زيارته الأخيرة لبعبدا، ولم تحظ بقبول الرئيس عون، ما يقوم به الحريري اليوم، هو إعادة توزيع للحقائب بين الكتل، من دون أي تلاعب بالأحجام وبأعداد الحقائب والوزارات التي حصلت عليها كل كتلة بحسب التشكيلة التي قدمت لرئيس الجمهورية".

ما يقوله "المستقبليون"، لا يرى فيه الفريق المحسوب على رئيس الجمهورية إلا أمراً واحداً: "الحريري لا يريد الحكومة في الوقت الراهن، ولو كان الوضع غير ذلك، لأخذ بعين الإعتبار الملاحظات التي وضعها الرئيس على التشكيلة الحكومية الأخيرة، ولكانت الأمور سارت على الطريق الصحيح، أما وأنه يريد تمييز هذا الفريق عن ذاك، ويريد مراعاة شروط هذه الكتلة أو تلك، ولا نعرف إذا كانت هذه المراعاة بطلب خارجي، فهذا يعني أنه لا يريد حكومة، ولا يفعل شيئاً حتى للتقدم خطوة الى الأمام، ورغم كل ذلك، يحاول رمي الكرة في ملعب رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، بينما الكرة أصبحت في ملعبه منذ اللحظة التي أعيدت له التشكيلة مع ملاحظات رئيس الجمهورية عليها.

إذاً بين "التيار" و"المستقبل"، القصة ليست قصة رمانة، القصة قصة قلوب مليانة، وتبادل إتهامات، وقصة الحكومة باتت طي النسيان.