أشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​فادي علامة​ الى أن رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ تريّث كثيرا قبل الدعوة لعقد جلسة تشريعية بانتظار ولادة الحكومة، فهو لا يحبّذ أن تتحول الجلسات التشريعية أمرا عاديا بغياب الحكومة، وان كان القانون ينص على ذلك بوضوح، لافتا الى أنه لا يريد أن يتحوّل ذلك اشبه بعرف ما يؤدي لمزيد من التأخير في تشكيل الحكومات سواء في هذا العهد أو العهود القادمة.

وأوضح علامة في حديث لـ"النشرة" الى أن مشاريع القوانين التي سيبحثها المجلس النيابي في الجلستين المرتقبتين يومي الاثنين والثلاثاء تحمل معظمها طابع الضرورة وخصوصا تلك المرتبطة بمشاريع مؤتمر "سيدر"، لافتا الى أن كل ذلك تم بالاتفاق بين رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي وحكومة تصريف الأعمال. وقال: "جدول الأعمال يضم 29 بندا مرتبطة باتفاقيات دوليّة لمصلحة لبنان، ونحن نأمل أن نتمكن من مناقشة وتمرير أكثرية هذه البنود أو بحد أدنى نصفها"، مشيرا الى أن بعضها مثلا مرتبط بدعم ​القطاع الصحي​.

وأشار علامة الى أن بري تلقى في الآونة الأخيرة اتصالات عديدة أبرزها من السفير الفرنسي في بيروت تمّ البحث خلالها على الاسراع ب​تشكيل الحكومة​، لأن دولا أخرى بحاجة للأموال التي رصدت للبنان في "سيدر" وبالتالي اذا كان غير قادر على الاستفادة منها، فسيتم اعطاؤها لدول أخرى. وقال علامة: " قد نخسر قسما من مشاريع "سيدر" اذا لم تشكل الحكومة قبل نهاية العام الجاري".

وشدد علامة على الاسراع بعملية التأليف أكثر من ضرورية على أكثر من صعيد، واضاف: "نحن نأمل أن تنعقد أي جلسة تشريعية مقبلة في ظل وجود حكومة فاعلة، ولكن واذا لم تشكل الحكومة سريعا، واذا اقتضت الحاجة بالمستقبل فسيتم عقد المزيد من الجلسات التشريعية".

وأوضح علامة أن ملف الحكومة، للأسف، لا يزال يراوح مكانه، لافتا الى ان العقدة الاساس تتركّز على توزيع الحصص بين "​التيار الوطني الحر​" و"​القوات اللبنانية​" نظرا لغياب المعايير الواضحة. وقال: "حتى الساعة لم يبدأ الحديث بكيفية توزيع الحقائب، ولا نزال في عملية تحديد أحجام الكتل".

ونفى علامة تماما وجود ضغوط دولية تمنع التشكيل، مشددا على أن العقدة داخلية حصرا وواضحة جدا، معتبرا أنه من الطبيعي في مكان أن نشهد شدّ الحبال هذا خاصة وان المجلس النيابي الحالي منبثق ولأول مرة عن ​قانون انتخاب​ نسبي.

واستبعد علامة أن نخرج من أزمة التشكيل لنقع في أزمة البيان الوزاري، مرجحا أن تكون عملية صياغته سهلة. واضاف: "أما بما يتعلق بالعلاقات مع ​سوريا​، فهي قائمة اصلا وهناك تبادل دبلوماسي بين البلدين، كما هناك اتفاقات يتوجب تفعليها ومتابعتها"، مشددا على ضرورة التعاون والتنسيق الفاعل بين البلدين الشقيقين خاصة ب​ملف النازحين السوريين​ و​معبر نصيب​.