لفت وزير الخارجية ​جبران باسيل​ في تصريح له من جامعة برينستون، الى أن "​لبنان​ يستضيف مليون ونصف مليون سوري منذ عام 2011 واذا اضيفوا الى ​اللاجئين الفلسطينيين​ وتم اسقاط الارقام على مساحة مماثلة هنا يمكن فهم الازمة"، معتبرا أن "لبنان ليس بلد لجوء بل بلد هجرة ولا نريد ربط عودة النازحين بالحل السياسي في ​سوريا​ عكس ​المجتمع الدولي​".

وأوضح أن "هذا الربط بالنسبة الينا هو وقت يمر واندماج يتم وعودة اصعب"، معلنا أن "لبنان مع عودة متدرجة للنازحين الآن لاسباب عدة اولها العبء على الاقتصاد وثانيها لعدم تشجيع التطرف بسبب اليأس وثالثها اجتماعي".

وبين باسيل أن "السبب الرابع لتأييدنا للعودة المتدرجة، هو الاثر على البنية التحتية والخدمات والتلوث والخامس الحفاظ على النسيج الاجتماعي اللبناني والسادس لأم مستقبل سوريا لا يحدده الا اهلها والسابع للحفاظ على الامن الدولي"، مشيرا الى أن "العودة يجب تشجيع حصولها وليس العكس وعلى المجتمع الدولي الا يوجه الاتهامات الى لبنان بل تهنئته على النموذج الذي قدمه على المستوى الانساني".

وأضاف: "ليس لبنان من تسبب بالحرب في سوريا بل يدفع ثمن خطأ دولي مورس سابقا وتكرر وادى مجددا الى تفريغ المنطقة من تنوعها"، وردا على سؤال عن موافقة الحكومة السورية على عودة النازحين، قال: "لسنا مسؤولين في لبنان الا عما نريده والحكومة السورية تعلن انها تريد عودة النازحين ونحن نرسل لوائح وهم يقبلونهم فلنضع الامر قيد التجربة".

وأشار باسيل الى أن "الحل السياسي في سوريا قد لا يتم التوصل اليه سريعا فلماذا ربط العودة به؟ وفي الاساس نحن نتحدث عن عودة آمنة وليس طوعية وبالتالي فالنازحون السياسيون ليسوا مرغمين على العودة"، لافتا الى "أننا رأينا على ارض لبنان عددا كبيرا من النازحين توجهوا الى السفارة السورية للتصويت للرئيس السوري بشار الاسد، فكيف نفسر ذلك؟ نحن لا نطالب بارغام احد على العودة ولكن نطلب بعدم تشجيع النازحين على العكس".

وسأل "هل يمكن تفسير سبب استعداد مفوضية اللاجئين لدفع الاموال لمساعدة النازحين في لبنان بينما تتوقف المساعدة اذا عادوا؟ اليس ذلك تشجيعا على عدم العودة؟"، مذكرا "أننا لم نفتح مخيمات ولم نمنع احدا من المجيء ولم نقفل الحدود وهذا كان دورنا تجاه اخوتنا وجيراننا واصدقائنا السوريين واليوم عند تغير الوضع هناك ثمة من يقول ان العودة لا يجب ان تحصل ويعرب عن استعداده لتمويل بقائهم في لبنان".

وأوضح باسيل أن "مجالات عمل السوريين في لبنان محددة في القانون لكنهم اليوم يعملون في كل المجالات ولو صح الكلام عن شعور او معاملة سيئة لكنا رأينا صدامات وهذا الامر لم يحصل، من دون ان ننسى الوصاية السورية التي وقف اللبنانيون في وجهها ودخلوا السجون وانا احدهم"، معتبرا أن "تمويل الاونروا التزام تاريخي واخلاقي من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تجاه الشعب الفلسطيني ونتخوف من نوايا الادارة الاميركية لجهة توطين الفلسطينيين في لبنان بعدما فشلنا في اقناعها بدعم عودة النازحين".