رأت صحيفة "أي" البريطانية ان "الدلائل والأحداث الحالية تشير إلى ماهية المواجهات القادمة في ​الشرق الاوسط​"، لافتة إلى ان "الوضع الحالي في المنطقة يشهد تراجع داعش والتي كانت تحكم مناطق شاسعة تضم نحو 6 ملايين شخص كما أصبح نظام الرئيس السوري ​بشار الأسد​ مستقرا في السلطة بعدما كان في مهب الريح علاوة على أن ​الحكومة العراقية​ التي كانت تعاني هزائم فادحة امام تنظيم داعش عام 2014 أصبحي الآن أمنة.".

ولفتت إلى ان "هذه الأزمات أصبحت تستبدل بأخرى يرجح ان تشتعل في الأشهر القادمة وبلاعبين آخرين موضحا ان الهجوم الأخير في عفرين يمثل حادثا واحدا للتصعيد الممكن بين ​الحكومة التركية​ والاكراد شمال سوريا وهو الصراع الذي سيضم الولايات المتحدة و​روسيا​".

وأضافت ان "الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ وإدارته يرون الصراع في المنطقة من منظور مصاب بعقدة الارتياب لذلك يرون ان كل مشكلة في الشرق الاوسط تقف وراءها ايدي إيرانية وهو الامر الذي كان واضحا على خطاب ترامب هذا الأسبوع في ​الأمم المتحدة​ حيث ضخم الدور الإيراني بشكل كبير خاصة عندما قال إنه "سيكون هناك ثمن كبير ستدفعه إيران إذا وقفت في وجه الولايات المتحدة".

واعتبرت ان "هذا النوع من التعليقات هو النوع التقليد المعتاد من التعليقات المتعالية قبل أي تصعيد أمريكي في الخارج خاصة في ​الشرق الأوسط​ حيث تقوم الإدارة الأمريكية بشيطنة العدو والتقليل من شأنه في نفس الوقت كما يتزايد الاهتمام بجماعات المعارضة التي ترحب بالتدخل الامريكي كما حدث تماما مع جماعات المعارضة العراقية التي كانت تخدع واشنطن".

وأوضحت الصحيفة أن "الوضع أيضا يشبه الوقائع التاريخية للأحداث التي تسبق التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط حيث أن ​السعودية​ و​الإمارات​ و​إسرائيل​ يدفعون الولايات المتحدة لخوض الحرب ضد إيران دون ان يكون لديهم أي استعداد لخوض أي معارك بأنفسهم في هذه الحرب".