توقّف رئيس "​حزب الوطنيين الأحرار​" النائب السابق ​دوري شمعون​، عند "مواقف رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في ​الأمم المتحدة​، وتطرّقه لمسألة ​النازحين السوريين​ ومعاناة ​اللاجئين الفلسطينيين​ في ظلّ توقّف وكالة "الأونروا" عن المساعدة وما يترتّب على ​لبنان​ من أعباء إضافية"، لافتًا إلى "أنّنا جميعنا مع الرئيس عون في هذه المسائل ولكن في دفاعه عن المقاومة وسلاحها، فهناك القوى الشرعية اللبنانية من جيش وقوى أمن داخلي إلى سائر القوى الأمنية، وهؤلاء من يحفظ أمن لبنان واستقراره ويدافع عنه، لسنا على استعداد لرؤية بندقية سوى بندقية القوى الشرعية اللبنانية".

وأبدى في حديث صحافي، رفضه أن "يدفع لبنان ثمن مغامرات "​حزب الله​""، منوّهًا إلى "أنّنا لقد جرّبنا مغامراته ولا سيما حرب 2006 فكان الثمن باهظًا على لبنان، وما زلنا حتّى اليوم نسدد فواتير هذه المغامرة، وبالتالي لسنا مستعدّين على الإطلاق أن ندفع أي ثمن مرة أخرى تنفيذًا لأجندة ​إيران​ية تُفرَض على "حزب الله" وتُنفّذ في الداخل اللبناني".

وعن مخاوفه من تهديدات إيران و"حزب الله" في ظلّ الصراع الإقليمي وانعكاسه على لبنان، بيّن شمعون أنّ "عادة الّذي يهدّد ولا يفعل فكلامه يبقى "حكي بحكي"، وإنّما يمكنني القول إنّ المنطقة تشهد تحوّلات ومتغيّرات هائلة وكلّ الإحتمالات واردة على شتّى الصعد في ظلّ ما نشهده من تمدّد إيراني في ​سوريا​ ولبنان، وانغماسهم في شؤون المنطقة سواء في الكويت والبحرين واليمن، ومن الطبيعي أن هذا التدخل الإيراني يؤدّي إلى ردّات فعل أميركية وغربية ويقحم الساحة اللبنانية في حروب نحن بغنى عنها بفعل توغّل طهران في دول المنطقة".

وفي الشأن الحكومي، كشف أنّ "معلوماته تؤكّد أنّه ليس هناك حكومة في لبنان قبل تبلور الوضع الإقليمي"، مستندًا إلى "التمدّد الإيراني في الدول المجاورة وتلقّف "حزب الله" التعليمات الإيرانية، ما يبقي الساحة اللبنانية عرضة لكلّ التطوّرات ويفرمل المسار الداخلي، ومن ضمن ذلك الإستحقاقات الدستورية والاقتصادية وعلى كلّ المستويات"، موضحًا أنّ "لهذه الأسباب، لا حكومة في المدى المنظور إلّا في حال مورست الضغوط الدولية على إيران لدفعها لوقف تدخلاتها في الشؤون الداخلية لهذه الدولة".

ورأى شمعون أنّ "من هذا المنطلق، فإنّ "حزب الله" هو مَن يمسك بزمام الأمور في لبنان ويقود اللعبة السياسية، وبالتالي يسير وفق الأجندة الإيرانية، ما يعني أنّ الحزب هو الّذي يسهِّل حلّ هذه المعضلة ويعرقل تلك المسألة، ما يجعله مركز الحل والربط من خلال هذا الفائض من القوة لديه عسكريًّا وماديًّا"، مركّزًا على أنّ "سوى ذلك، لا أرى حلولًا إلّا بتحجيم الدور الإيراني لينسحب ذلك على حزب الله"".

وحول إذا كان يشعر بأنّ من قام بالتسوية الرئاسية نادم، شدّد على أنّ "الجميع يتحمّل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع، فالبلد يشهد صراعات سياسية وانقسامات وخلافات وأوضاعًا إقتصادية مزرية، وثمّة فلتان في سائر المؤسسات ومرافق الدولة؛ فهذا الفريق وذاك يتحمّلان كامل المسؤولية لأنّ ما يحصل هو توزيع حصص ومغانم والمواطن اللبناني يدفع الثمن"، مؤكّدًا أنّ "المسؤولية مسؤولية الكل وليست لفريق دون الآخر".

وأشار شمعون إلى أنّ "ما حصل في ​مطار بيروت الدولي​ هو قمة العار، ومن المعيب ما شهدناه من مهزلة ما بعدها مهزلة، فالمطار وفي أي دولة في العالم يكون واجهة البلد وصورة عنه وعن حضارته وثقافته ورقيه ودولته، ولكن اليوم وبفعل ما يجري بات المطار مركز صراعات بين الأجهزة والقوى السياسية ومنطلقاً للتنفيعات"، منوّهًا إلى أنّ "ما يجري في لبنان، محاولة لاقتسام الحصص".

وأبدى انزعاجه الشديد جراء "الحملات الإعلامية الّتي يشنّها "حزب الله" على دول الخليج من ​السعودية​ إلى الكويت و​الإمارات​، لأنّ الحزب بذلك يسيء إلى لبنان، خصوصًا أنّ السعودية ودول الخليج لها أيادٍ بيضاء على وطننا، ومن المعيب ما نسمعه ونشاهده كرمى لعيون إيران، الّتي تسعى للتمدّد في المنطقة وتصدر الإرهاب وتتدخّل في شؤون لبنان ودول الخليج تدخّلًا سافرًا"، معربًا عن أسفه لـ"لجوء البعض في لبنان إلى استعمال ساحته منصة لمهاجمة دول الخليج عبر إملاءات إيرانية".