اعتبر رئيس حركة "النهج" النائب السابق ​حسن يعقوب​ ان الواقع السياسي والاقتصادي في لبنان يشبه "الفخّارة المتصدعة التي ترشح بانتظار لطمة خفيفة تؤدي الى انهيارها"، لافتا الى انه وباعتبار أن لبنان موجود على فالق الزلازل الاقليمي والدولي، فإنه بدأ يتأثر باللعبة السياسية المكشوفة التي تخوضها ادارة الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ومعظم اللاعبين الدوليين والاقليميين". وقال: "لقد سقط الحياء السياسي واظهر الصراع بين القوى السياسية في لبنان مشهداً قاسياً ومؤذياً للعامة من الناس عند تطيير الجلسة التشريعية قبل اقرار القانون المتعلق بالامراض المستعصية والسرطان فوقع المرضى البؤساء ضحية دون رحمة".

وذكّر يعقوب في حديث لـ"النشرة" بما قاله في ذكرى التغييب الاربعين للامام الصدر والشيخ يعقوب والسيد بدر الدين عن قضيتهم وعن "إدارة التغييب، لجهة أنهم يكذبون ويعلمون انهم يكذبون ولكنهم كانوا يظنون أن الناس يصدقون، اليوم يكذبون ويعلمون انهم يكذبون ولكن يعلمون أن الناس لا يصدقون".

صراع سياسي في المطار

ورأى يعقوب أن المسافرين في ​مطار بيروت​ "ضحيّة صراع الاجهزه الامنيّة بخلفيّة صراع القوى السياسيّة الداعمة له"، منبها الى أن "الخطير ان الاحداث المتكررة التي حصلت في المطار منذ ثلاثة أشهر كانت مستغربة، والاكثر استغراباً هو تزامنها مع خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ في الامم المتحده حاملا خريطة مطار بيروت التي تظهر المواقع الثلاث لمخازن صواريخ مزعومة وتعليق افيخاي ادرعي المفصّل على هذا الموضوع". وأشار الى ان "كل ذلك يوحي ان التجاذب السياسي المرتبط بالمحاور الخارجية المتصارعة يزداد تصعيداً، ويتبين ان الهجوم على العهد يندرج في نفس السياق لمزيد من الضغط عليه وصولا الى جذبه في اتجاه المعركة التي تخاض بشراسه ضد ​ايران​ و​حزب الله​".

فرصة أسبوعين

واعتبر أن "تأخير ولادة الحكومة ينبع من محاولات استنساخ الحكومة الحالية، واعادة انتاج واحدة تحمل نفس التوازنات والاحجام مع اغفال نتائج الانتخابات التي تغيرت فيها بعض الاحجام السياسية"، مشيرا الى أن "العائق الاهم في تشكيلها هو عدم وضوح المشهد الاقليمي، الذي سيرسم الصورة النهائية للخارطة السياسيّة في المنطقة بدليل ان ما بعد اتفاق الرئيسين الورسي ​فلاديمير بوتين​ والتركي ​رجب طيب اردوغان​ بشأن ادلب، أسفر عن حلحلة في موقف رئيس الحزب التقدّمي ​وليد جنبلاط​ و​القوات اللبنانية​ والتأييد السعودي للاتفاق انعكس ايجابا على حركة التأليف نسبيا، بانتظار بدء تنفيذ اتفاق ادلب في ١٥ تشرين الاول الجاري، حيث يتبين جدية الاتفاق من عدمه". واضاف: "امام ولادة الحكومة فرصة خلال الاسبوعين المقبلين، والا ستبقى تراوح مكانها الى ما بعد ٧ تشرين الثاني الموعد المرتقب للانتخابات النصفيّة الأميركيّة، وهنا الاستحقاق الاكبر، فنحن امام احتمالين، اما يربح الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالمجلسين او احدهما، فتتجه الامور الى التسوية على كامل الملفات، واما اذا تيقن ترامب من الهزيمة في مجلسي الشيوخ والكونغرس فهنالك خوف حقيقي من ان يقلب الطاولة ويشعل المنطقة الجالسة على صفيح ساخن".