على غرار الجدار الذي شيّدته حول مخيم ​عين الحلوة​، تتحضر السلطات اللبنانية لبناء آخر في المحيط الجنوبي لمخيّم ​الرشيدية​ جنوب صور، أما الهدف فهو أمني عنوانه حماية المخيّم وسكانه وعناصر ​الجيش اللبناني​ المنتشرين على مداخله، لكن في المقابل هناك رفض فلسطيني لهذه الخطوة.

في هذا السياق، كشف المسؤول الاعلامي لحركة "فتح" في منطقة صور محمد البقاعي، في حديث لـ"النشرة"، أن وفداً من الحركة بقيادة مسؤول منطقة صور توفيق عبدالله بدأ بالتحرّك، في اطار جولة على نواب صور لشرح مخاطر الجدار الذي يضيّق الخناق على السكّان، والتأكيد على متانة العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، والطلب منهم المساعدة قدر المستطاع لتأجيل البناء.

ولفت البقاعي إلى أن وفد الحركة طالب بعدم اقامة الجدار، كي يبقى التواصل قائماً بين المخيم وجواره اللبناني في صور ومنطقتها، المتداخلين اقتصادياً وزراعياً، لاسيما أن الجيش يقيم الحواجز على مدخل المخيم المعروف بالاستقرار والهدوء، مشيراً إلى أننا "نتعاون وننسّق مع الجيش في توقيف كل المطلوبين، الذين لا يتعدّون أصابع اليدين، بتجارة وترويج المخدرات وبالاشكالات في المخيم"، مؤكداً أن الرشيدية لا يأوي مطلوبين خطرين".

وأوضح المسؤول الإعلامي ل​حركة فتح​ في صور أن الجدار، حسب المعلومات التي لديه، سيكون مشابهاً لذلك الذي أقامته السلطات اللبنانية في عين الحلوة، مطالباً الحكومة اللبنانية بالعودة عن هذا القرار، خصوصاً أن الوضع الأمني فيه ممسوك من قبل الفصائل، قائلاً: "نحن نطالب بتخفيف المعاناة عن شعبنا لا زيادتها".

من جانبه، اعتبر مسؤول العلاقات اللبنانية في حركة "حماس" أيمن شناعة، في حديث لـ"النشرة"، أن "الجدار الجدار يسيء إلى الشعب الفلسطيني من الناحيتين النفسية والمعنوية، وهو شعب يستحق العيش بكرامة وامان ونحن ضيوف في لبنان، ولا نقبل أن يكون الرشيدية أو أي مخيم آخر منطلق للاساءة للأمن اللبناني"، داعياً الجيش اللبناني لاعادة النظر في قرار بناء الجدار، مؤكداً أننا "نكنّ كل الاحترام والمودّة لهذا الجيش الذي قاوم اسرائيل وقدّم الشهداء في العديسة على الحدود مع فلسطين".

وأشار شناعة إلى أن "حماس" تتمنى على الجيش أن يقوم باجراءات أقلّ تأثيراً من الناحية النفسيّة على الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لا يقبل أن يحاصر بجزر، قائلاً: "نحن ليس لنا أهداف أو مطامع في لبنان، بل هدفنا الوحيد هو العودة إلى فلسطين، ولن نسمح بأن تكون المخيّمات منطلقاً لأي عمل يسيء إلى الجوار اللبناني، الذي احتضن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني منذ النكبة حتى اليوم".