أشار النائب السابق ​عماد الحوت​ إلى أنّ "الخارطة السورية تتوزّع حاليًّا، وهي ليست في إدلب فقط. ففي وسط ​سوريا​ وجنوبها، توجد نقاط تتواجد فيها القوات السورية وليست كلّ النقاط أو المناطق في يد ​النظام السوري​ أو ​روسيا​ أو ​إيران​، وهو ما يجعل الواقع السوري غير مستقرّ في الوقت الحاضر".

ولفت في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، إلى أنّه "توجد نقطة في إدلب مع الثوّار، وأخرى في شرق الفرات مع الأكراد، بالإضافة الى وجود قواعد أميركية. فضلًا عن مجموعة نقاط مختلفة حتّى في منطقة درعا وغيرها"، متسائلًا "كيف يمكن عمليًّا أن نضمن عودة آمنة للنازحين؟ وكيف نستطيع أن نضمن الإستقرار لإعادة الإعمار إذا لم يكن هناك من حلّ سياسي أوّلًا لكامل ​الأراضي السورية​، لكي نستطيع الذهاب في هذا الاتجاه ونبقى مطمئنين لاستكماله؟".

وركّز الحوت على أنّ "الأولوية فعلًا تبقى للحلّ السّياسي، بهدف تأمين الإستقرار المطلوب لعودة النازحين وتشجيع المموّلين على دخول عملية إعادة الإعمار". ورأى أنّه "يتوجّب التركيز على نقطة مهمّة فعلًا، إذ إنّ منذ مدّة نقل النظام في سوريا مجموعة من المسلحين الّذين أطلق عليهم إسم "داعش"، من منطقة ​دير الزور​ إلى إدلب، وتمّت عملية النقل بكلّ أمان وكأنّ النظام يريد أن يخرّب الإتفاق بين الروس والأتراك حول ملف إدلب، لمنع الهجوم الشامل على هذه المنطقة، وما يمكن أن يسبّبه من كوارث إنسانية".

أوضح أنّ "هذا يؤشّر من جديد إلى علامة استفهام حول دور "داعش" وخلفية وجوده، ودور النظام وحلفائه في تشجيع هذه الظاهرة الإرهابية بعكس ما يُظهره النظام من أنّه يُحارب هذه الظاهرة الإرهابية"، منوّهًا إلى أنّ "الأمر نفسه حصل سابقًا في جرود لبنان، عندما تمّ نقل مجموعة من هؤلاء الّذين كانوا يهاجمون ​الجيش اللبناني​ ويقلقون الأمن اللبناني، نقلوا حينها بأمان واطمئنان إلى منطقة ​البوكمال​".

وبيّن أنّ "هذه المعطيات تدلّ على وجود علامة استفهام حول علاقة النظام السوري بـ"داعش"، وبالتالي، حول ما إذا كان النظام هو الّذي يقف خلف الممارسات والعمليات الإرهابية، ليبرّر الإرهاب الّذي يقوم به هو (النظام). وبناء على ذلك، ضروريّ فعلًا البدء بالعملية السياسية أوّلاً لكي نستطيع أن نصل الى حلول لكلّ تلك القضايا".