رأى عضو كتلة "اللّقاء الديمقراطي" النائب ​بلال عبدالله​ أن "ما بين عامي 2011 و2016، كان الإنقسام في البلد عمودياً بين قوى 8 و​14 آذار​، واختار وليد بك آنذاك الوسطية ليخفّف من حدّة الإنقسامات، ولكي يحفّز على حصول تسويات لصالح البلد. أما في الوقت الحاضر، تحصل عملية خلط أوراق سياسية، فيما جنحت الأمور نحو الطمع بالسلطة والحصص والوزارات"، مشددا على أن "لا محور في البلد إسمه "إشتراكي" - "قوات" - "مستقبل"، وعلى أن هذا الأمر موجود فقط في مخيّلة بعض من يحاول استهداف تلك القوى الثلاث، وتحجيم دورها وعملها".

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، شرح عبدالله أن "تيار "المستقبل" والرئيس المكلّف ​سعد الحريري​ يُستهدفان عبر محاولات خَلْق أعراف جديدة بديلة من "​الطائف​"، والحدّ من صلاحيات الرئيس المكلّف ودوره في ​تشكيل الحكومة​ وفرْض شروط عليه. فيما الحزب "الإشتراكي" و"​القوات اللبنانية​" يُستهدفان أيضاً عبر تحجيم حجمهما الإنتخابي وقاعدتهما الإنتخابية. هذه هي المشكلة الحقيقية، ولا يوجد أي مشروع سياسي مشترك على سبيل اصطفاف معيّن بيننا وبين "القوات" و"المستقبل"، مشيرا الى أن "سقفنا و"القوات" هي المصالحة، التي نحرص عليها كثيراً لنصون وحدة الجبل ونسيجه الإجتماعي، خارج إطار التوترات السياسية. وأكبر دليل على ذلك، هو أن خلال التوتّر السياسي الذي حصل سابقاً بيننا وبين "​التيار الوطني الحر​"، كان وليد بك يحرص دائماً على التهدئة، وعلى الفصل بين الخلاف والتبايُن السياسي وبين التوتّر على الأرض".

وحول إمكانية حصول متاعب جديدة في الجبل بسبب ​النظام السوري​، بعد إنهاء ​الحرب السورية​، إنطلاقاً من محاولات ​سوريا​ للّعب على تناقضات درزية مستقبلاً، وتصفية ضغائن قديمة يحملها النظام في سوريا تجاه جنبلاط تحديداً، قال عبدالله: "هذا ليس جديداً، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعاطى فيها النظام السوري مع الجبل بهذه الطرُق، ولن تكون الأخيرة". وفي أي حال، نحن ننتظر انتهاء التسوية السياسية في سوريا، لكونها لم تحصل بعد، إذ صارت المُعادلة هناك إقليمية - دولية، ولم تَعُد محليّة. ننتظر وضوح التسوية السياسية في سوريا، لنبني على الشيء مقتضاه".

ورداً على سؤال حول كلام وزير الخارجية السوري ​وليد المعلم​ على معاداة الجهات اللبنانية التي تُعادي سوريا مستقبلاً، وتأثير ذلك على لبنان، أجاب عبد الله: "المعلّم يدّعي شيئاً لا يملكه، إذ بات معلوماً من يدير القرار والأمور في سوريا".

وعن إمكانية الوثوق بالرّوس في المساعدة بملفّ العلاقات اللّبنانية - السورية من جهة، والدرزية - السورية من جهة أخرى، في المرحلة القادمة، وإمكانية أن تبقى المصالح السورية - الروسية أقوى من أي تفصيل لبناني، تابع عبدالله: "لا ثقة كاملة في ال​سياسة​ كما هو معلوم، بل يوجد تقاطع مصالح"، مؤكدا أن "علاقات تاريخية تربطنا نحن ب​روسيا​، منذ الزمن السوفياتي وحتى الزمن الحالي لروسيا الإتحادية. وكان رهاننا دائماً ولا يزال على أن تلعب روسيا دوراً إيجابياً في الحفاظ على النسيج السوري وكلّ الإثنيات والأقليات والتجمّعات الموجودة في سوريا، لِكَوْننا لا نثق بالنظام السوري الذي تحضر "داعش" بلحظة من خلاله. كما نراهن كثيراً على الدور الروسي في أن يكون صمّام أمان للحفاظ على ​الشعب السوري​ ووحدة سوريا، وفي الوقت نفسه عدم تكبيد الأقليات المجازر، كالتي حصلت في ​السويداء​ مثلاً".