رأت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​عناية عز الدين​ أن "هناك محاولات مقصودة ومدروسة لإفراغ ​الشباب​ من المضامين الروحية والمعنوية والثقافيةالعميقة لتسطيح تفكيره وتحويل اهتماماته الى مسائل هامشية شكلية، وبالتالي اخراجه من مسرح التأثير والمشاركة"، مشددة على "ضرورة أن يعي شباب اليوم اهمية الموقع الذي هم فيه".

وخلال رعايتها حفل العشاء السنوي الذي أقامه نادي الرسالة (LMC) في ​الجامعة الأميركية​ في ​بيروت​، شددت عز الدين على أن "السياسات الخاطئة هي التي أورثتنا حرمانا قاسيا وأن هذه المنهجية هي التي قادت الى الحرب الاهلية والتي كان الامام الصدر من اول المبادرين لمواجهتها حيث اعتصم مضربا عن الطعام في جامع العاملية داعيا المتقاتلين لحقن الدماء وتجنيب ​لبنان​ المآسي والدمار"، لافتة الى أن "هذا التاريخ والواقع لم يسقطه ويبدله سوى شباب تحلوا بالوعي والبصيرة والشجاعة والرسالية، وتصدوا بالحكمة و​السلاح​ للعدوان والهيمنة والتهميش واستطاعوا بعون من الله ان يبدلوا الحال الى ما نحن فيه اليوم من مشاركة وتحرير وتنمية".

واعتبرت ان "للحاضر تحدياته داعية الشباب الحركيين الى الحفاظ على كل المنجزات السابقة من خلال تحملهم المسؤولية الكبيرة التي أعطاهم إياها رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ وذلك من خلال العمل الجاد لإعادة استقطاب القواعد، وهو ما تجلى في المؤتمر الاخير ل​حركة أمل​ من خلال التوجه نحو توسيع هيكليات مكاتب الخارج و​المرأة​ والشباب"، مشيرةً إلى "أننا انتقلنا اليوم الى مرحلة تطوير واقعنا والتي تتطلب العمل على مستويات اربعة من اجل ان يكون العمل فعالا ومؤثرا تبدأ بالعمل على بناء الطاقات الانسانية الكفوءة والمواكبة للتطورات العلمية والثقافية مرورا بضرورة اكتساب ​مهارات​ الحوكمة الرشيدة التي تؤمن العدالة الاجتماعية والتي تشكل نواة قيام الدولة القوية العادلة والقادرة والقوية والمتوازنة اجتماعيا وسياسيا، مع التركيز على ضرورة نشر ثقافة الانفتاح على الآخر، الشريك في الوطن وذلك للحفاظ على السلم الاهلي وهو ما اكد عليه الرئيس بري مؤخرا خلال المؤتمر من خلال التمسك بمنهج تدوير الزوايا في لبنان والذي يضمن عدم كسر اي طرف فضلا عن الغائه او اقصائه او عزله وصولا الى العمل على الامن بمفهومه الواسع والذي يشمل ​البيئة​ والغذاء والصحة والتعليم و​المياه​ والمناخ و​الاقتصاد​ والوظائف، وهذا ما يتطلب وضع الرؤى والاستراتيجيات كما الاطلاع على تجارب العالم في هذا المجال".

وشددت على "ضرورة العمل وفق المنهجيات العلمية الحديثة وذلك من أجل رد الجميل للاجيال التي سبقتنا"، مشيرة الى "ضرورة قراءة المعادلات التي ارتسمت في مواجهة العدو الاسرائيلي لندرك التطور الكبير الذي تم انجازه"، داعيةً الشباب الى "فهم الوقائع والاحداث والتواريخ لكي يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، و يقفلوا الطريق على كل من يريد اخذنا من جديد الى متاهات تضيع فيها الانجازات"، لافتة الى "ضرورة ألا تكون ​حركة امل​ بالنسبة الى الشباب الحركيين مجرد ممر او معبر او مطية وألا يكون الانتماء اليها لفظيا او وراثيا او شكليا بل ان يكونوا كوادر اساسية يتميزون بحس الانتماء وان يكون لهم دور عملي تنظيمي لكي يساهموا في تطويرها وتعزيز حضورها الشعبي والسياسي".

وأكدت "ضرورة تفعيل الشباب حضورهم على كل المستويات وفي كل الانشطة الثقافية في الجامعة الأميركية، وذلك للاستفادة من وجود احدى اكبر واغنى المكتبات في لبنان وذلك قبل انتهاء ​الحياة​ الجامعية والدخول في سوق العمل بهمومه ومتطلباته التي لا تسمح في كثير من الاحيان للالتفات للجانب الثقافي".