اشار المفتي ​الشيخ أحمد قبلان​ إلى ضرورة ولادة الحكومة، وكل من يضع العراقيل ولا يقدّم التنازلات من أجل الوصول إلى حكومة جامعة ومتجانسة، إنما هو مجرم بحق لبنان، الذي أصبح مهدداً من كل الاتجاهات، وبالخصوص من العدو الصهيوني، الذي يلفّق الأكاذيب ويبثّ الإشاعات ويختلق الذرائع بهدف تبرير عدوان محتمل قد يكون آتياً إذا لم تسارع القيادات السياسية في لبنان إلى توافق على حكومة إنقاذ تدفع بالدولة نحو إثبات الوجود، والقدرة على ​مكافحة الفساد​، ومنع الإخلال بالانتظام العام، والخروج من ​سياسة​ الحصص والمغانم التي من شأنها أخذ الدولة إلى الإفلاس، والناس إلى المزيد من البطالة والهجرة".

وأكّد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في ​برج البراجنة​، أنه "ببناء الدولة نرد على ​إسرائيل​، وبثلاثية الجيش والشعب و​المقاومة​ نحصّن لبنان، وبالإصلاح الحقيقي نعزّز الاستقرار ونحفّز الاستثمار، وبمحاسبة المفسدين والمستغلين والمحتكرين وحيتان المال نحسّن مستوى عيش الناس، وبتطبيق القانون بدءاً بالكبار تتحقق العدالة، وليس بالالتفافات وإبرام الصفقات، وتفشي الرشاوى، والتهرّب الضريبي، وسرقة المال العام".

وأشار سماحته إلى أن "الدولة لن تقوم ولبنان لن يكون قوياً ولا جمهورياً، ولا سيادياً ولا مستقلاً، ونحن على هذا النحو من المناكفات والمشاحنات والابتزازات الرخيصة لأجل منصب من هنا أو مكسب من هناك، فلبنان يقوى بوحدة أبنائه، وبنظافة سياسييه وتعففهم، لا بجشعهم ولا بتظلّمهم، لبنان يعصى على مشاكله، وعلى كل الظروف المحيطة به، إذا أحسنّا القراءة وكنا حرصاء على مصلحة لبنان وأوفياء لهذا الشعب الذي صبر كثيراً، وتحمّل كثيراً، وصار لزاماً على الذين رفعوا العناوين وأطنبوا في الوعود أن يعوّضوا عليه بفرصة عمل، وبلقمة عيش، وبحبة دواء، وبكتاب مدرسي، وبطريق، وببيئة نظيفة، وبمشاريع إنمائية، وبمصانع ومعامل في مناطق الفقر والحرمان، وبماء، وبكهرباء، وبتأمين الأسواق لتصريف المنتوجات الزراعية".

ولفت قبلان إلى "أن الدولة لا تبنى بالشعارات، ولا تقوم بالمزايدات، وما وصلنا إليه مأساة حقيقية لا تعالج بالمسكنات، ولا بسياسة الهروب إلى الأمام، فالخطر داهم ومؤكّد، إذا لم توقفوا سياسة التكاذب، ولعبة المصالح، وتبدأوا معاً مسيرة وطنية حقيقية باتجاه دولة القانون والمؤسسات، والمحاسبة وتكافؤ الفرص، التي وحدها تحمي الاستقرار وتؤسس ل​لبنان القوي​ والقادر على النهوض مجدداً والوقوف بكل ثقة وقوة وعزم في وجه الأزمات والتحديات".