أكد النائب ​شامل روكز​ ممثلاً رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، في كلمة له خلال افتتاح "المؤتمر الحادي عشر لإتحاد النحالين العرب" و"المؤتمر العاشر لـ"فيدرالية نحالي حوض البحر الأبيض المتوسط"، بعنوان "النحلة تجمعنا"، أنه "إذا ما إختفى النحل من على وجه الأرض، فلن يبقى للبشرية أكثر من أربع سنوات قبل فنائها، فبدون نحل لا يكون تلقيح وبدون تلقيح لا يكون نبات، وبدون نبات لا يكون حيوان ولا انسان، هذا ما يقوله انشتاين"، مشيراً الى "اننا لا نريد للنحل ان ينتهي ونريد للبشرية أن تبقى".

وذكر روكز أنه "مما لا شك فيه ان النحلة تمثل نمط حياة يسطر الإنضباط في العمل والمثابرة، كما ان بقاء النحل يساهم في تأمين الاستدامة البيئية، نظرا للدور البيئي الكبير الذي يلعبه النحل من خلال تلقيح الأزهار وأهمية منتجات الخلية الصحية والطبية"، منوهاً الى انه "دخل النحل عالم الطب والتجميل، حتى أن لسعته اصبحت من اهم علاجات التهاب المفاصل والروماتيزم، ولطالما اعتبر العسل ذهب لبنان السائل، إذ يستخدم كمكون عام ورافع لمناعة الجسم ضد العديد من الأمراض، وقد وصل انتاج الخلية الواحدة في اواخر الثمانينات الى 43 كيلوغراما من العسل، وهذا المعدل يعتبر عاليا في دول ​البحر المتوسط​، لكنه تراجع بحدة الى 20 كلغ في العام 90، ثم انخفض ووصل في العام 2010 الى 12 كيلوغراما".

واعلن روكز انه "لكل هذه الاسباب، بادر رئيس الجمهورية ميشال عون الى وضع خلايا عدة في حديقة ​القصر الجمهوري​ كرسالة منه لضرورة حماية النحل، وبالرغم من اهمية النحل، إلا ان هذا القطاع يواجه تحديات عدة في العالم ولبنان، أولا سوء استعمال المبيدات الزراعية والعشبية بعشوائية في استخدامها، وانحسار المراعي بسبب القطع الجائر للأحراش وبسبب ​الحرائق​ والهجمة العمرانية التي يشهدها لبنان، بالاضافة الى قطع اشجار الحمضيات بعد تعثر تصدير الحمضيات من لبنان خلال الحروب في المنطقة وغياب الدعم الكافي للمنظمات والاتحادات التي تعنى بالنحل، ونحن نود في هذا الاطار مساعدتكم على انجاز هذه النقابة ودعمها لما لها من اهمية في تنظيم قطاع النحل وحمايته وتأمين ديموته، كما سنسعى مع وزارتي ​البيئة​ و​الزراعة​ للمبادرة الى اطلاق حملات تشجير اشجار رحيقية صديقة للنحل، بالتعاون مع البلديات واتحاداتها في كل المناطق اللبنانية".

وتابع بالقول ان "النحلة تجمعنا، شعار هذا المؤتمر ولعل لسعاتها الايجابية تنسحب على ​الحياة​ السياسية، فتحول اللسعات والخلافات السياسية الى تضامن بين مختلف الأفرقاء للنهوض بلبنان، فلنتعلم من نمط الحياة الذي تعيشه النحلة ضمن الخلية، حيث يشكل التعاون والعمل الجماعي الركيزة الأهم"، لافتاً الى "أنني ننتظر منذ اشهر ولادة الحكومة، علينا ان نعمل سويا لانهاء الأزمة، فأكرر، أن كل فريق في لبنان من الاحزاب و​المجتمع المدني​ والمستقلين، يتمتع بأشخاص كفوئين ومناسبين لتولي حقائب وزارية ومناصب عليا، بعيدا عن المحاصصات والتوزيع الطائفي والمذهبي".

وشدد على ان "​الحكومة اللبنانية​ تولد في لبنان، حكومة الوزير المناسب في الوزارة المناسبة، وليست حصصا، حكومة العمل على استئصال الفساد، حكومة الحلول الاقتصادية، حكومة المشاريع الاقتصادية والاستثمارية، حكومة فرص العمل، حكومة تحفظ حقوق المرأة والطفل والمسن، حكومة تسهل حياة المواطنين وتؤمن لهم العيش المحترم"، مشيراً الى ان "هذه الحكومة تتحقق بإرادتنا جميعا، ومصلحة لبنان فوق كل اعتبار وفوق كل الحسابات الضيقة، فشكرا لاتحاد النحالين العرب وفيدرالية نحالي حوض المتوسط وجميع منظمي هذا المؤتمر، متمنيا لهم النجاح الدائم".