كشف مصدر قيادي في "​القوات اللبنانية​" لصحيفة "الحياة" ان "الاتصالات مع تيار "المردة" متقدمة جداً وإن اللقاء على المستوى القيادي وضع على نار حامية"، مؤكداً أن "المفاوضات مستمرة بين الفريقين تحضيرات ​اللجان المشتركة​ تجري بصورة متسارعة لتتوج بعد انجازها على أكمل وجه بلقاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ ورئيس تيار "المردة" النائب السابق ​سليمان فرنجية​".

ولفت إلى أن "البحث يتمحور الأن حول الترتيبات من جوانبها كافة، وأين وكيف ومتى وعلى أي مستوى وماذا يجب عمله"، مشيراً إلى أن "كل هذه الأمور هي قيد الدرس من جانب الفريقين المكلفين بالملف من "القوات" و "المردة" وجزم بـ"أن لقاء جعجع فرنجية ليس بعيداً، لكن بالتأكيد لن يكون غداً أو بعد غد".

وأشار المصدر إلى أن "اللقاء وتطور العلاقات مع "المردة"، هو من ضمن ​سياسة​ "القوات اللبنانية" تجاه كل الفرقاء في لبنان، وأن القوات أخذت قراراً وعن قناعة منها بإقفال كل الملفات الخلافية مع القوى السياسية في لبنان بلا استثناء، ونقلها من ملفات خلافية إلى ملفات اختلاف بالآراء السياسية وأن جوهر الموضوع والأساس في هذه المرحلة هو القرار عند المردة والقوات بإنهاء هذا الملف بينهما"، مؤكداً أن "خطوة القوات تستهدف طي صفحة الماضي وهذا هو أساس الموضوع، والتأسيس لصفحة جديدة ستفتح قريباً، وهذا مسار عند القوات لا يستهدف أحداً، لا "​التيار الوطني الحر​" ولا حزب "الكتائب اللبنانية" ولا أي فريق سياسي في البلد".

وأضاف: "هناك تباين في وجهات النظر بيننا وبين التيار الحر، ولم نعد مختلفين. لكن ليس صحيحاً كما يعتقد البعض أن المصالحة مع "المردة" هي إعادة تموضع سياسي ضد التيار الوطني. خطوة القوات هي من ضمن مسار بدأته منذ خروج جعجع من السجن وتستكمل تباعاً، وأن هذه الخطوة تجاه المردة هي في إطارها الطبيعي، ولو كانت الظروف سابقاً ناضجة لكنا خطوناها قبل أكثر من عشر سنوات، «لكن الجرح لم يكن عادياً".

وتابع: "في ظل تراكم الأحداث التي حصلت وتحصل في لبنان، ما كان لأي مراقب يتتبع هذه الأحداث أن يرى مسار الأمور مع القوات كيف بدأت من لحظة خروج جعجع من السجن الى اليوم والخطوات الجوهرية التي قام بها في خطابه وسياسته وأدائه الحزبي وإجراء إصلاحات داخله، وفي التفاعل مع مكونات ​المجتمع اللبناني​، واعتذاره من ​الشعب اللبناني​ عن كل الأحداث في الحرب، وحصلت مصالحة مع ​الدروز​ والسنة، اتبعت بمصالحة مع "التيار الوطني الحر".

واوضح المصدر أن "خطوة "القوات" هي جزء من خطة قررتها وتسير فيها واحدة تلو أخرى تبعاً للظروف والمعطيات، ولذلك بدأ التواصل مع تيار "المردة" منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، وأردف بزيارات متبادلة لوفود من الجانبين، وبدأت الأمور تتقارب شيئاً فشيئاً إلى أن تكونت قناعة لدى الفريقين بوجوب طي صفحة الماضي والتأسيس لصفحة جديدة"، مؤكداً أن "فتح هذه الصفحة لا يعني أنه لن يكون هناك «تباين واختلاف في كثير من وجهات النظر. لكن النقطة المركزية في هذا الموضوع هو قرار القوات بإنهاء كل ملفات ​الحرب اللبنانية​ ورواسبها".

وأشار إلى "ورقة تفاهم سياسية تحمل عناوين ومبادئ عامة تتعلق بالوضع المسيحي خصوصاً والوطني عموماً، وطريقة تخطي حقبات الماضي الخلافية بكليتها، لطي صفحتها، والتأسيس لعلاقات تغلفها المصلحة الوطنية العليا"، لافتاً إلى أن "الموضوع أخذ مخاضاً طويلاً من النقاشات، في الهيئة العامة والهيئة التنفيذية والقواعد، وجس نبض الناس والطلاب والمناصرين، وكيف يتلقون صدى هذه الخطوة. لنكن واقعيين لم يكن الجميع في حال رضى. لكن الأكيد بما اننا نناقش الأمور مع القاعدة فهذا بحد ذاته أوجد قبولاً وتأييداً لافتين. خصوصاً ان من يراقب مسار الأمور مع رئيس الحزب، والمكانة التي وصلت اليها "القوات" بفعل القرارات التي اتخذت وتتخذ والنتيجة التي حصدتها في ​الانتخابات النيابية​ هي خير دليل على صوابية هذه القرارات، خصوصاً أننا خضنا الانتخابات كفريق سياسي بمفردنا باستثناء عكار والرأي العام بدأ يتفاعل معنا من خلال أداء القوات ومسؤوليها على مختلف المستويات وتراكم الصدقية والثبات في الخطاب السياسي، والصدقية بالتعاطي مع الناس الذين تولدت قناعة راسخة لديهم بصوابية كل خطوة نقدم عليها".