أفادت صحيفة "الخليج" الكويتية بأن "ولي العهد السعودي ​محمد بن سلمان​ حسم في حواره مع وكالة "بلومبيرغ"، كثيراً من القضايا المتصلة بالشأن السعودي والموقف من قضايا المنطقة والعالم وعلى امتداد الحوار الطويل، قدم أجوبة الواثق بنفسه على جملة من الأسئلة المقلقة، وأخرس كثيراً من الألسن والقنوات الإعلامية المحترفة للتضليل والتشويه وقلب الحقائق".

ولفتت إلى أن "​السعودية​ موجودة قبل ​الولايات المتحدة​ بثلاثين عاماً" كانت عبارة بليغة جداً لما لها من دلالات سياسية وحضارية وتاريخية، وذلك عند الرد على قول الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ إن السعودية لن تبقى لأسبوعين دون الولايات المتحدة، ليثبت بن سلمان أن السعودية كغيرها من دول المنطقة راسخة وقادرة على الدفاع عن سيادتها ومصالحها، بدليل الدور الجوهري الذي أصبحت تلعبه في السنوات القليلة الماضية، إذ أصبحت المملكة، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، تضطلع بدور أساسي في الأمن الإقليمي والدولي، وواحدة من أكثر القوى الفاعلة في محاربة ​الإرهاب​ واجتثاث التطرف، فضلاً عن طموحها اللامحدود للنهوض بشعبها وفق رؤية سديدة متكاملة ومدروسة بعناية فائقة لتطوير البنى التعليمية والاقتصادية والثقافية، بما يعزز دورها الإقليمي والعالمي، ويؤكد قيمتها الحضارية، فهي أرض الحرمين ومهوى أفئدة المسلمين في أصقاع الدنيا، وهي من أكبر الداعمين لجهود الخير والسلام في كل مكان. ولهذا كله لن تحتاج للحماية من أحد، بل كثير من الدول بحاجة إليها لما تمثله من ثقل استراتيجي وما تزخر به من إمكانيات وثروات واعدة".

وأشارت إلى أنه "في الحوار مع "بلومبيرغ"، كان ولي العهد السعودي واضحاً ومباشراً وصريحاً، وما تفضل به من أجوبة وحجج كانت مقنعة ودحضت ظنون البعض وشكوك الآخرين، فالقضايا التي تواجهها السعودية تتطلب المباشرة والشفافية، ومثلما لا تتدخل في شؤون الغير لا تريد لأي أحد مهما علا شأنه أن يتدخل في شؤونها الداخلية ويضع لها الخطوط أمام تحقيق مصالحها وفي هذا السياق تتنزل العلاقة بين ​الرياض​ و​واشنطن​، فلا شك أن البلدين حليفان ولهما علاقات قديمة، ولكن ذلك لم يمنع تعارضهما الحاد في مواضع عدة. وكدليل على ذلك عندما اتخذت إدارة الرئيس الأميركي السابق ​باراك أوباما​ موقفاً داعماً لجماعة الإخوان، بينما وقفت السعودية ومعها ​الإمارات​ إلى جانب الشعب المصري في ثورة 30 حزيران، ونجحت في ذلك، بينما سقط "الإخوان" ومعهم السياسات الأميركية السابقة".

وأضافت الصحيفة: "تحدث بن سلمان عن ​اليمن​، وكان موقفه منسجماً مع مصلحة المنطقة والعالم في التصدي لأي محاولة لاستنساخ "​حزب الله​" آخر يكون إسفيناً إيرانياً في جنوب ​الجزيرة​ العربية لزعزعة الاستقرار وتهديد مسارات الملاحة وبشأن ​الوضع الاقتصادي​ والاجتماعي في السعودية، فقد بشر محمد بن سلمان بمفاجآت سارة ستعلن قريباً، أما المفاجأة الكبرى فقد كانت في ثنايا الحوار الطويل لأنه كشف عن أمير يجمع في شخصيته صفات الطموح والشجاعة تبوئه ليكون قائداً وطنياً يذكر بخصال المؤسسين في السعودية".