يؤكد احد اعضاء المكتب السياسي للتيار الوطني الحر ان المؤتمر الصحافي لرئيس التيار الوزير ​جبران باسيل​ كان مقرراً قبل مدة وليس مرتبطاً لا بزيارة الرئيس المكلف الى ​قصر بعبدا​ ولقائه ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ولا بإطلالته المسائية المتلفزة الخميس الماضي والتي حدد فيها مهلة العشرة الايام لابصار ​الحكومة​ ​الجديدة​ النور.

ويشير المسؤول في التيار الى ان الاجتماع المطول مع الوزير باسيل خصص بمعظمه لشرح ملابسات التشكيل ولمناقشة المعطيات المتوافرة لدى التيار حول المشاورات الحكومية ومن ضمنها المعايير الموحدة ونسبة التمثيل وكيفية توزيع الحقائب. ويلفت الى ان ما كان يتداول في الاعلام طيلة الخمسة اشهر الماضية ليس دقيقاً ولم يناقش عون ولا باسيل يوماً مع ​الحريري​ معايير التشكيل وكيفية احتساب عدد المقاعد حتى لا يقال اننا نتدخل في صلاحيات الرئيس المكلف او "نعلمه" ماذا يفعل!

ويقول ان المؤتمر الصحافي لباسيل اتى في توقيته ليفند المعلومات الموجودة في حوزة التيار ويتحفظ عليها منذ مدة وهو ملتزم بالصمت كي لا يؤثر على مسار التشكيل. ويتابع ان المعطيات تؤكد ان التفاؤل الذي اعلن عنه الرئيس المكلف لا اساس له على ارض الواقع وهدفه بث تطمينات ولسنا ضدها ولكن تكرارها لاكثر من اربع مرات يؤشر الى نية "مضمرة" وهدف "مستور" يبغي رمي المسؤولية عن كاهله اي الحريري ورميها على الآخرين اي الرئيس عون والوزير باسيل وإظهارهما كمعرقلين! ويلفت الى ان من السذاجة السياسية القول ان العهد يعرقل نفسه على ابواب انتهاء السنة الثانية من ولاية الرئيس.

ويضيف المسؤول ان الهجمة السريعة للقوات على باسيل وامس من ​تيار المستقبل​ ووسائل اعلامه يؤكد النوايا المبيتة و"غير البريئة" والعارفة بأن لا مستجدات ولا تقدم حكومياً ولا من يحزنون! فالهجمة كلها مركزة على شخص الوزير باسيل ومؤتمره الصحافي الذي فضح المستور وأكد وجود استهداف للرئيس ومحاولة تحجيم دوره وصلاحياته عبر غبنه في حصته الحكومية وتقليصها الى الحدود الدنيا. ويتابع المقصود هو ميشال عون لانه الرئيس القوي الذي لا يخضع ويريدون تركيعه وتطويقه. قبله مر عدد من الرؤساء ولم يعترض احد على حصتهم وعدد مقاعد الوزراء التي حصلوا عليها لماذا غبن ميشال عون اذن؟

ويشير الى ان معيار لكل خمسة نواب وزير هو معيار منطقي وينسجم مع ​الطائف​ ومع نتائج ​الانتخابات​ الاخيرة، فلا يمكن مثلاً للرئيس الحريري ان يقول انه مستعد للتنازل ويحتكر التمثيل السني فنتيجة الانتخابات اعطته نصف عدد اصوات السنة والمتبقي للسنة الاخرين فأين تمثيلهم؟

اما عن تمثيل ​القوات​ فالوزير باسيل شرح ان نسبة تمثيل القوات هي 25 في المئة اي 15 نائباً من اصل 64 نائباً مسيحياً اي انه يحق لها بثلاثة وزراء وليس باربعة اوخمسة. اما التيار فيحق له بـ6 والرئيس بخمسة.

في المقابل تؤكد اوساط في ​8 آذار​ تأييد تحالف 8 آذار بما فيهم ​حزب الله​ و​حركة امل​ توجهات عون الحكومية وابلغته رسائل دعم للعهد وتأييده في مساعيه لتسريع التشكيل الذي تعرقله جهات باتت معروفة خارجياً ومحلياً. وتشير الاوساط الى ان لا معطيات جدية عن التشكيل والتفاؤل المصطنع للحريري هدفه رمي الكرة في ملعب عون وباسيل وفي ملعب الحليف حزب الله وهذا ما تبلغناه من الرئيس عون والوزير باسيل شخصياً منذ يومين. وتؤكد الاوساط اننا لسنا راضين عن تمثيل فريقنا السياسي الحكومي وسعينا الى التشكيل ومنع التعطيل حرصاً على الوطن لا يعني ان نقبل ان نكون "جوقة رديدة" داخل ​مجلس الوزراء​ ونمشي بما يقرره الاخرون. وتشير الاوساط الى اننا بتنا في حاجة الى مقاربة مختلفة لعملية التشكيل ولا يمكن السكوت عما يجري فما هو مخطط ل​لبنان​ ولفريق ​المقاومة​ وبيئتها اكبر من لعبة الحكومة وعدد الوزراء ونوعية الحقائب.