لا تعلم قوى ٨ آذار على ماذا راهن الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ حين حدد مهلة العشرة ايام كحد اقصى لتشكيل ​الحكومة​... المشكلة بالنسبة لهذه القوى ليست في استحالة التشكيل ضمن هذه المدة لكنها في عدم رغبة قوى بعينها بإيعاز خارجي في الذهاب الى تأليف حكومة جامعة حاليا بانتظار نتائج العقوبات الاميركية المنتظرة ضد ​ايران​.

ولكن حتى اللحظة، ما زالت قوى ٨ اذار تراهن على ان الحريري مغلوب على امره في ملف التأليف، لا هو قادر على المضي قدما رغم الاشارات الخارجية التي لاحت اولى بشائرها في ​العراق​ ومن مصافحة وزير الخارجية البحريني لنظيره السوري في ​الامم المتحدة​ ومن خلال السعي الخليجي لاعادة ​سوريا​ الى ​الجامعة العربية​، ولا هو قادر على التراجع لأن ثمن هكذا خطوة مكلف سياسيا وماليا للحريري وللجهات الخارجية التي تماطل في اعطائه ​الضوء​ الاخضر.

امام هذه الحالة، فإن مسألة ​تشكيل الحكومة​ تقف امام مسارين:

مسار اول يشير بوضوح الى ضغوطات فرنسية حقيقية لمساندة الحريري لتأليف حكومته في مهلة اقصاها اواخر الشهر الحالي، وهنا تلفت هذه القوى الى ان الفرنسيين يضغطون لتشكيل حكومة ثلاثينية لا تلحظ ثلثا معطلا لأي فريق من دون تبني «الفيتو الاميركي والخليجي» الواضح على تولي ​حزب الله​ ​وزارة الصحة​، وفي هذا الصدد كشفت المصادر عن ان الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ ابلغ الحريري شخصيا بدعمه اللامتناهي له وهو اوعز له لتقييد كل الافرقاء بمهلة بين اسبوع وعشرة ايام لتشكيل الحكومة.

واشارت المصادر الى ان المسعى الفرنسي مع الحريري يأتي ضمن اطار مساع مشابهة مع ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ للتراجع قليلا وارضاء ​القوات​ لاكمال تسوية تشكيل الحكومة، مؤكدة على ان الفرنسيين يحاولون فرض تسويتهم الحكومية على كل الجهات في الداخل والخارج على اعتبار ان الملف اللبناني اصبح بعهدتهم منذ نجاحهم في اتمام ​التسوية الرئاسية​.

وأكدت المصادر على ان المسعى الفرنسي المستجد قوامه مقايضة الجهات الخارجية بين القبول بسحب الضغوطات عن الرئيس المكلف والايعاز لتشكيل حكومة لبنانية جامعة بضمانات فرنسية تحكمها العلاقات الجيدة التي تجمع حزب الله بالفرنسيين او غض طرف ​باريس​ و​المجتمع الدولي​ عن فرض حكومة اكثرية على المعارضين.

مسار ثان تتبناه قوى ٨ آذار ويقول بأن الرئيس الحريري عاجز عن المضي قدما في مسالة تأليف الحكومة، وما قاله هو مجرد كلام للاستهلاك وتضييع الوقت لحين نضوج ملامح التسوية الفرنسية التي لا تنكر هذه القوى اهميتها ولكنها تضعها في اطار المسعى الطويل الأجل الذي قد لا يؤدي الى ولادة الحكومة قريبا.