رأى دبلوماسيون غربيون انّ كلام رئيس الوزراء ال​اسرائيل​ي ​بنيامين نتانياهو​ عن ​لبنان​ يبدو أكثر جدّية مما مضى، ليس فقط لما تضمّنه من تهديدات، تدرك إسرائيل أنّ تنفيذها لن يكون سهلاً، وإنما في أبعاده الاستراتيجية، وما يعكسه من جهود إسرائيلية لفرض قواعد اشتباك جديدة بدءاً من الاجواء السورية وصولاً الى لبنان. وخصوصاً بعد وصول منظومة "اس 300" الى ​سوريا​، وربط الدفاعات الجوية السورية بمنظومة الرصد والتشويش الروسية. بما يعني انّ الاجواء السورية صارت مقفلة بالكامل أمام المقاتلات الإسرائيلية. وربما أشار العقل الاسرائيلي الى إمكان النفاذ الى تلك الاجواء من لبنان.

ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن الدبلوماسيين قولهم ان "الدوائر السياسية والعسكرية والأمنية في إسرائيل، وبحسب ما سرّب للإعلام، تُبدي خشية كبيرة من أن تؤدي الخطوة الروسية هذه إلى إفساح المجال لإيران و"حزب الله" لتسريع عمليات نقل الأسلحة إلى لبنان، وهنا يكمن العنصر الاساس في التهديد الاسرائيلي".

ورأوا انّ "اسرائيل قلقة ومحرجة في آن معاً، قلقة من الـ"اس 300"، الى حد انّها لوّحت بضربه بطائرات الـ"اف 35" (الشبح)، ومُحرجة لأنها غير قادرة على القيام بخطوة من هذا النوع، لأنّ هذا معناه مواجهة مباشرة مع الروس، ومواجهة كهذه، وكما لها قرار ضخم بالدخول فيها، ستكون لها أكلافها الضخمة خصوصاً على اسرائيل. إنما الامور لا يبدو انها ذاهبة في هذا الاتجاه، وينبغي في هذا المجال رصد اللقاء المقبل بين نتنياهو والرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​".